الرئيسية

تقرير رسمي: تأثير الجائحة على صحة نساء القرى سيستمر لسنوات

قالت المندوبية السامية للتخطيط  بمناسبة اليوم العالمي للسكان، إن الأزمة الصحية عرقلت الوصول إلى الرعاية الصحية والخدمات المتعلقة بصحة الأم والصحة الإنجابية وصحة الطفل، وكان التركيز على الحد من تأثير فيروس كورونا سببا رئيسيا في تقلص الخدمات الصحية الأخرى، ومن بينها الصحة الإنجابية. 

مروان المودن 

كوفيد زحفَ على الخدمات الصحية 

كشفت المندوبية السامية للتخطيط (رسمية) أن فرض الحجر الصحي  أثر بشكل  قوي وسلبي على ولوج النساء إلى الخدمات الصحية وقالت إنه “من المرجح أن يؤثر عليهن لسنوات عديدة قادمة”. 

وأشارت المندوبية إلى “أن بعض الخدمات الصحية الأساسية مثل الولوج إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية تأثرت بشكل كبير”، خاصة في العالم القروي، حيث تعاني النساء في الأصل من ضعف الولوج إلى الخدمات الصحية بسبب بعد المستشفيات وضعف البنية التحتية الطرقية، ووعورة المسالك. 

وعرفت هذه السنة حادثة كادت أن تودي بحياة إمرأة حامل  بجبال “ألنيف” حيت وضعت جنينها على جانب الطريق الجبلية، بمساعدة طاقم طبي تمكن من الوصول بصعوبة بعد ست ساعات متواصلة. ولا زالت النساء الحوامل بمنطقة إملشيل (جنوبي المغرب) تصارعن الموت مع كل عملية ولادة. وفي غياب مستشفى بالمنطقة، تعاني الحوامل الأمرين قبل وبعد الولادة.

وكشفت بعض الأرقام الرسمية أن الوفيات في صفوف النساء بالعالم القروي ما تزال مرتفعة إذ بلغت 112 وفاة لكل مائة ألف، سنة 2010، و حوالي 73 حالة وفاة لكل مائة ألف، سنة 2017.  وحسب تقرير سابق للمندوبية السامية للتخطيط فإن معدل وفيات الأمهات في المناطق القروية  يشكل ضعفي المستوى في المناطق الحضرية. 

ثلث المغربيات لا يلجن إلى الخدمات الصحية 

كشف البحث الوطني حول تأثير جائحة كورونا على الأسر أن أقل من ثلث النساء (27.3%) لم يكن لديهن إمكانية الولوج إلى الرعاية الصحية للأم، و20.8% منهن لم يحصلن على خدمات الصحة الإنجابية. وترتفع نسبة عدم الولوج لخدمات صحة الأم إلى 32.4%  بالوسط القروي مقابل  22.6% بالوسط الحضري. وسجلت خدمات الصحة الإنجابية أرقاما كارثية. 

وأنجز البحث من طرف المندوبية السامية للتخطيط، وهي مؤسسة رسمية، وخلال الجائحة أكد تقرير المندوبية أن  ربع النساء (26.6%) لم يقدرن على الاستفادة خدمات الرعاية أثناء الحمل وبعد الولادة، بسبب صعوبات الولوج،  في حين تعذر الأمر على 26.2% منهن بسبب نقص الإمكانيات المادية. 

وبالنسبة للنساء القرويات، تؤكد أرقام البحث، أن صعوبات الولوج  هي السبب الرئيسي لعدم الاستفادة من الخدمات بنسبة (35.9%)، يليها نقص الإمكانيات المادية (31.9%) ثم الخوف من الإصابة بفيروس كوفيد-19 (15.8% ). 

ومن المؤكد أن الحلول المقترحة للمشاكل المتعلقة بولوجية النساء لهذه الخدمات ما تزال بعيدة المنال، خاصة وأن ما يقارب %49 من ساكنة  المغرب، أقل من سن 15 سنة، هن نساء، وأن النساء يشكلن ما يقارب 51% من المغاربة المتراوحة أعمارهم ما بين 60 سنة وما فوق.

وكان صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)  قال في بيان له إن فرص النساء والفتيات تتوقف في العيش أو الموت خلال أزمة من الأزمات على فرص حصولهن على خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، مثل القابلات، والوقاية. 

في الوقت نفسه يعاني الأطفال في المغرب، بشكل غير مسبوق، من أثر جانبي خلال تفشي الفيروس، والذي أثر بشكل كبير على خدمة التلقيح الإجبارية،  فقد تسبب الحجر الصحي من حرمان  ما لا يقل عن 11.7%  من الأطفال دون سن الخامسة من الاستفادة من خدمة التلقيح، بسبب ضعف وغياب وسائل النقل وكذا الخوف من الإصابة بكوفيد. 

معاناة صحية وأثر سلبي على اقتصاد الأسرة

بالإضافة إلى معاناتهن على المستوى الصحي بسبب الجائحة، وهن اللاتي يلعبن دورا هاما في اقتصاد العديد من الأسر،  فقد تسبب الوباء في خسائر اقتصادية كبيرة للنساء حسب المندوبية السامية للتخطيط، الأمر الذي قد يدفعهن إلى الهشاشة والفقر. 

وتجدر الإشارة إلى أن الأسر التي ترأسها امرأة تكبدت خسارة أكبر في الدخل مقارنة بالأسر المرؤوسة من طرف الرجال. وبلغت نسبة الأسر التي تعولها نساء والتي أضحت بدون دخل إلى 72% في قطاع التجارة، و58% في الصناعة (بما في ذلك الحرف اليدوية)، و36.4 % في الفلاحة و41% في الخدمات. 

إقرأوا أيضاً:

من نفس المنطقة:

magnifiercrosschevron-down linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram