“هوامش”- الفنيدق:
أصبح الوضع على الجانب المغربي من السياج أكثر تعقيدا، عندما أفلتت مجموعة من مهاجري دول جنوب الصحراء من مراقبة القوات العمومية، بعد الساعة الحادية عشرة صباحا من يوم الجمعة. ولكن الانتشار السريع للقوات المغربية أجهض محاولة المهاجرين وحلم العبور، خصوصًا أن مروحية الحرس المدني الإسباني كانت تحلق بمعية مروحية تابعة للجيش المغربي، ما جعل المهاجرين محاصرين من الأرض والجو؛ بين السياج والقوات العمومية.
“في بعض الأحيان تم استخدام السكاكين”
وبحسب تصريح لـ”إيفي”، أدلى به مصدر رسمي من عمالة الفنيدق الواقعة على الحدود مع سبتة، استخدم المهاجرون العنف في محاولة للوصول إلى المدينة، بما في ذلك “استخدام الأسلحة البيضاء”.
وأشار المصدر نفسه إلى أنه “تم اعتقال جميع المهاجرين الذين شاركوا في المحاولة”، بالإضافة إلى ذلك، “حددت السلطات هوية بعض المنظمين والمحرضين المزعومين على المحاولة، وتم تقديمهم إلى العدالة” على حد تعبيره.
وأفاد مصدر أمني مغربي آخر لـ”إيفي”، أن أيا من الأشخاص الذين شاركوا في الاعتداء “لم يتمكن من الوصول إلى الأراضي الإسبانية (يقصد سبتة المحتلة)”، وأن اثنين فقط من هؤلاء المهاجرين تمكنا من الوصول إلى سياج سبتة، لكن “تم القبض عليهما من قبل أجهزة الأمن المغربية”.
ووفقا لشهود عيان، “غادر مئات المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى في وقت مبكر من صباح الجمعة” منطقة بليونش المغربية، الواقعة على بعد بضعة كيلومترات غرب سبتة، للوصول إلى المدينة.
وأضافوا أن هؤلاء الأشخاص “حاولوا الوصول إلى سبتة بالقرب من واد جلوط وواد الضويات، لكن الوصول السريع لتعزيزات من الدرك الملكي وشرطة مكافحة الشغب المغربية أحبط خطة المهاجرين”.
وتعتبر هذه واحدةً من أكبر محاولات المهاجرين في الأشهر الأخيرة، والمحاولة الثالثة للقفز الجماعي الهائلة التي حدثت في الأسابيع الأخيرة، حيث حاول أكثر من مائة شخص العبور في 30 أكتوبر الماضي، وفي 1 نوفمبر حاول حوالي 200.
عودة الهدوء
وعاد الهدوء اليوم في محيط السياج الذي يفصل بين سبتة المحتلة والفنيدق، بعد واحدة من أكبر محاولات الدخول في السنوات الأخيرة، يوم الجمعة، بمشاركة حوالي ألف شخص من دول جنوب الصحراء.
وعكس ما تداولته حسابات إسبانية على منصة التواصل “X” (“تويتر” سابقًا) ، أكدت مصادر “هوامش”، من الفنيدق، أنه “لم تكن هناك أية محاولة جديدة للدخول عبر المعبر الحدودي يوم السبت”، ولذلك لا وجود لأي حركة جديدة في محيط السياج الذي يبلغ طوله 8.2 كيلومتر والذي يفصل سبتة عن الفنيدق.
وفي ذات السياق، كان من الشائع عمليا أن يحاول بعض المهاجرين غير النظاميين المغاربة؛ السباحة إلى سبتة كل يوم، ولكن لم يشهد يوم أمس السبت، أي عبور عن طريق البحر.
وأشارت المصادر، إلى أنه “من المحتمل جدًا أن يقوم مهاجرو دول جنوب الصحراء الذين حاولوا القفز أمس بإعادة تنظيم أنفسهم والقيام بمحاولة جديدة”، ولكن هذا يبقى احتمالًا، لأن هذا النوع من المحاولات يحدث بشكل غير متوقع عادةً.
وعادة ما تتم محاولات القفز الكبيرة على السياج، في الليل أو في الصباح الباكر، على عكس يوم الجمعة تماما؛ حيث بدأت التحركات عند الساعة السابعة صباحا، وتركزت عند الساعة 11:00 صباحا قرب السياج.