الرئيسية

بعد شهر ونيف على الزلزال: “هذه الجبال التي كانت تحمينا، أصبحت اليوم تخيفنا”

تملأ الخيام المساحات المفتوحة التي بقيت بين المنازل المدمرة أو المتضررة؛ وقد وصلت المساعدات الأساسية إلى جميع النقاط، رغم أن الخوف مازال شبحًا في الأفق، فيما أصبحت الأمطار، التي ينتظرها ويستبشر بهطولها الجميع، أكبر رعب يخيم على الأحاديث هناك.

أمزميز-“هوامش”:

مر شهر ونيف على الزلزال الذي ضرب المغرب مخلفا دمارا هائلا في عدة مناطق. ولاتزال ساكنة منطقة الحوز المغربية، الأكثر تضررا من هذا الزلزال، تقضي لياليها تحت أسقف من القماش والبلاستيك.

رعب الشتاء

لقي 2960 شخصًا حتفهم في الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة على مقياس “ريشتر”، والذي ضرب هذه الجبال على بعد ستين كيلومترا من مراكش يوم 8 شتنبر الماضي.

“بشكل عام، لم يتغير الوضع كثيراً، لدينا مياه الشرب والكهرباء، والأطفال يذهبون إلى المدرسة. ينام الناس في الخيام، لكن مع مرور الوقت سيكون الأمر صعبًا، إننا نحتاج إلى شيء يحمينا من البرد… وآمل أن يجدوا لنا طريقة أخرى لإيوائنا عندما يحل فصل الشتاء، مثل النوم في الثكنات”، يقول عبدو، من أحد المخيمات التي تعيش فيها عائلات فقدت منازلها بأمزميز.

وقام هؤلاء الأشخاص الموجودون في هذه المنطقة المأهولة بالخيام الصفراء والزرقاء والبيضاء ببناء مسجد صغير، عبارة عن خيمة بيضاء، ويوضح عبدو “هذا المسجد يساعد الناس على الطمأنينة”، كما يضمن عدم قلقهم بشأن الطعام، حيث أنهم يحصلون على ما يحتاجون إليه، وكما هو الحال في العديد من الأماكن الأخرى، لديهم أيضًا مراحيض متنقلة.

ومن هذه النقطة، الواقعة في منطقة مرتفعة، يمكنك رؤية بعض المنازل التي دمرت بعد الزلزال، والبعض الآخر أصبح غير صالح للسكن بسبب التشققات الكبيرة.

وبعد مضي أسبوع على الزلزال، بدأت السلطات بالفعل التخطيط لإعادة الإعمار، وقد خططت لإنشاء صندوق بقيمة 120 مليار درهم لإعادة إعمار وإنعاش المناطق المتضررة من جديد.

وبالإضافة إلى ذلك، بدأت السلطات، يوم الجمعة 6 اكتوبر الجاري؛ في تقديم مساعدة شهرية بقيمة 2500 درهم، تستمر على مدى مدة سنة واحدة للأسر المتضررة. كما تم البدء في إعادة بناء المباني الأكثر حيوية، مثل المرافق التعليمية والصحية.

وبعد مرور شهر على الزلزال، عادت حركة المرور إلى طبيعتها على جميع الطرق والمسارات في هذه المنطقة الجبلية، بعد أن تأثر الكثير منها أو تعذر عبورها بسبب الانهيارات الأرضية والصخرية.

تأثير الزلزال على الصحة النفسية

آثار الزلزال تتجاوز الأضرار المادية، “لم أر قط هذه الجبال تتحرك، ولم أسمع قصصًا تقول أن هذه الجبال تحركت قبل ولادتي”، يؤكد لـ”هوامش”، إسماعيل، ذو الـ63 عامًا، بينما ينظر ويشير إلى الوادي الذي يحيط بقرية أزغور الصغيرة.

“هذه الجبال التي كانت تحمينا، أصبحت اليوم تخيفنا”، يقول الرجل متأثرًا وهو يتذكر لحظة الزلزال، “حتى يومنا هذا، لا تزال المشاهد الأولى ثابتةً أمام عيني، وهدير الأرض ما زلت أسمعه”.

ويوضح أنه عندما ضرب الزلزال قريته كان يتناول العشاء مع زوجته في المنزل، وبمجرد أن بدأت الجدران تهتز، “هربت”.

يقول هذا الرجل لـ”هوامش”، وهو مزارع، إنه فقد كل الاحتياطيات التي كان يخزنها في منزله، رغم أن “هذا ليس هو الأهم، إذ يمكن تعويضه”، ولكنه لا يعرف ما إذا كان سيستمر في العيش في قريته أم لا، فهو يخشى حدوث انهيارات أرضية و”غضب” الجبال المحيطة بها.

جلب الزلزال شيئًا إيجابيًا للمنطقة، إذ ظهر ينبوع ماء على الجانب الآخر من الجبل، يتشاركون استغلاله مع القرية المجاورة، “يأخذون الثلث ونحن نأخذ الباقي، منذ أن ظهر النبع على أراضينا”، يوضح إسماعيل، ويأمل أن يساعدهم ذلك، فـ”منذ عدة سنوات، كان النهر جافا، والمحاصيل الزراعية قليلة”.

وإذا كان ظهور الماء شيئًا يفرح، فإن الصحة النفسية للناجين تأثرت إلى حد كبير، وحذرت منظمة أطباء بلا حدود في بيان صدر مؤخرًا، من أن “الأشخاص الأكثر تضررًا من هذه الأزمة بحاجة ماسة إلى الدعم النفسي”.

وأوضحت فوزية بارا، ممرضة في هذه المنظمة، أنها شاهدت “الصدمة الهائلة التي يعيشها المتضررون من الزلزال”، وأكدت أنه في المقابلات المختلفة التي أجرتها وزملاؤها مع الناجين “كان أكثر ما بدا واضحًا هو الخوف والقلق”.

وتعمل هذه المنظمة غير الحكومية، مثل العديد من المنظمات المحلية والدولية الأخرى، على أرض الواقع وتدعم عمل المنظمات المغربية والسلطات.

إقرأوا أيضاً:

من نفس المنطقة:

magnifiercrosschevron-down linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram