إنها منعرجات تيسضرين على الطريق الوطنية رقم 704، الذي يربط بومالن دادس بجماعات أخرى مثل تلمي وامسمرير.
تيسضرين أو تسطرين تعني بالأمازيغية درج جبلي مُتعرج مبني بالحجارة. إن الأمر أشبه بالمدرجات الزراعية لكن المرور عبرها قديما ليس بتلك السهولة.
قد يعني اجتياز هذه المنعرجات متعة بالنسبة لسياح قدموا من بلاد بعيدة، فيلتقطون صورا يحتفظون بها للذكرى، وتنتابهم فرحة غامرة وهم ينشرونها في صفحاتهم أو يعرضونها ورقيا أمام أصدقائهم المقربين، لكن بالنسبة لساكنة منقطة مسمرير وتيلمي، فإن هذا الممر الخطير هو ما يربطهم لسنوات طويلة بالعالم الخارجي، وهو منفذهم نحو المدن والمناطق المجاورة وهي طريقهم الوحيدة نحو بومالن للتسوق يوم الأربعاء والدراسة وقضاء الأغراض الإدارية.
يتم تصنيف هذه الطريق ضمن الأماكن الخطيرة في العالم، ويقصدها سياح كثر من دول مختلفة، خاصة وأن المنطقة معروفة بكرم أهلها وطيبتهم، كما يتمتع السائح بالأمن التام، فلا خوف من سرقة أو عنف آناء الليل وأثناء النهار. والمار من هذه الطريق قد يصادف بجانب الطريق سلعا أو قنينات غاز تركها أصحابها دون حراسة في انتظار وسيلة نقل.
كما جلبت هذه المنعرجات صناع إشهار السيارات وكذلك بعض منتجي الأفلام لتصوير لقطات من المطاردة الخطرة، ويستهوي المكان أيضا محبي القيادة في مثل هذه الأماكن الشهيرة.
يذكر شيوخ المنطقة أن السلطات الفرنسية عندما استعمرت المغرب اعتمدت على حمار لتحديد أحسن مسار يمكن أن يتم اعتماده عند بداية تشييد هذه الطريق، كي تكون سالكة للسيارات والشاحنات بعدما اقتصر المرور على الراجلين والحمير والبغال في الأزمان السابقة.
رغم وعورة هذه الطريق وخطورتها إلا أن ساكنة المنطقة لا يتذكرون سوى حادث انقلاب شاحنة سنة 1980، أودى حينها بحياة عشرين شخصا من بينهم تلاميذ من منطقة تيلمي ومسمرير يدرسون بثانوية بومالن دادس. وقتها كان عبور هذه الطريق أكثر خطورة، إذ يتوقف السائق في إحدى المنعرجات الحادة، وينزل مساعده ليساعده للرجوع قليلا للوراء، حتى تتمكن الشاحنة من إتمام الدورة دون السقوط في المنحدر الذي يبلغ في أعلى قمته قرابة 1800 متر.
يختلف الأمر الآن، فالطريق تم تعبيدها، وليست خطيرة جدا كما السابق، لكنها ما زالت تستهوي أشخاصا كثر، ممن يحبون المغامرة، ويرغبون في ركوب المخاطر، أو فقط يرغبون في شرب كأس من الشاي من هذا المرتفع ليستمتعوا بمشاهدة منظر تيسضرين من الأعلى.