الرئيسية

نيويورك تايمز: المهاجرون الأفارقة يحوّلون وجهتهم الأوروبية صوب الولايات المتحدة (مترجم)

يعبر آلاف الأشخاص جوا من الدول الأفريقية إلى أمريكا الوسطى ثم يكملون رحلتهم براً إلى المكسيك باتجاه الحدود الجنوبية للولايات المتحدة. هذا الأمر يغذي تخوفات أمريكية من تزايد أعداد المهاجرين المنحدرين من أفريقيا، في ظل تأكيدات أن المغرب يحكم قبضته على البحار، مما يجعل الوصول إلى أوروبا أمرا صعبا للغاية.

Two people, wearing hats and coats, stand outside with others in twilight.
لوكفيل على حدود أريزونا

هوامش إنفوـ إعداد وترجمة: نبيل حانة عن نيويورك تايمز بتاريخ 05ـ01ـ2024

يشعر العديد من الشباب الغينيين بأن الوقت قد حان للرحيل بعيدا عن بلادهم الفقيرة التي تتموقع غرب أفريقيا، ولكن بدلا من السعي وراء بدء حياة جديدة في أوروبا، حيث يستقر العديد من الأفارقة، يقصد هؤلاء الوجهة التي يُعقد الرهان حولها، مؤخرا، بكونها أكثر الوجهات أمانا ومُلاءَمة للهجرة ألا وهي: الولايات المتحدة.

وصل ”سيكوبا كيتا”، وهو شاب غيني يبلغ من العمر30 سنة، إلى مركز المهاجرين ”سان دييغو” ظهيرة أحد الأيام، بعد رحلات وأسفار مطوّلة، بدأت برحلات جوية من بلاده نحو تركيا ثم إلى كولومبيا ثم السلفادور فنيكاراغوا، ليكمل رحلته براّ من هناك نحو المكسيك، ليتوجه شمالا صوب الحدود الأمريكية. يقول ”كيتا”: ”إن الدخول إلى الولايات المتحدة مسألة مضمونة، عكس أوروبا، ولهذا السبب أنا قدمت إلى هنا”.

تحدث إلينا ”كيتا” باللغة بالفرنسية بجوار محطة لشحن الهواتف النقالة داخل مركز المهاجرين، حيث كان يتواجد هناك العشرات من المهاجرين الأفارقة من أنغولا، وموريتانيا، والسنغال، وأماكن أخرى، وقد أقبل جميعهم إلى هنا تمام مثلما فعل ”كيتا”.

وبالرغم من أن نسبة المهاجرين القادمين من أفريقيا لاتزال ضئيلة، مقارنة بالمهاجرين الآخرين الذين يعبرون الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، إلا أن أعداد الأفارقة الوافدين تستمر في الارتفاع بشكل كبير، حيث فتحت عصابات التهريب في الامريكتين أسواقا جديدة كبرى لتهريب البشر مستفيدة من تنامي الخطاب المعادي للمهاجرين في بعض الدول الأوروبية. 

تاريخيا، لطالما كان عدد المهاجرين الوافدين على الولايات المتحدة والمنحدرين من سائر الدول الإفريقية منخفضاً للغاية، لدرجة أن السلطات الأمريكية أدرجتهم ضمن فئة مهاجرين “آخرين”، وهي الفئة التي يقول المسؤولون الآن أنها تتنامى بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وذلك بسبب الارتفاع الكبير لجحافل المهاجرين الأفارقة الذين غيروا وجهتهم صوب الولايات المتحدة الأمريكية، بعد تعقيد إجراءات اللجوء والدخول في أوروبا.

ووفقا لبيانات الحكومة الأمريكية التي حصلت عليها صحيفة ”نيو يورك تايمز”، فقد قفز عدد الأفارقة الذين تم القبض عليهم عند الحدود الجنوبية للولايات المتحدة إلى 58462 في سنة 2023، مقارنة بـ 13406 في سنة 2022. وقد كانت أكبر الدول الأفريقية من حيث عدد المهاجرين سنة 2023 هي موريتانيا حيث بلغ عدد مهاجريها 15263، ثم السنغال بعدد 13526 ثم وأنجولا وغينيا بأكثر من 4000 مهاجر لكل منهما.

وتقول المنظّمات غير الربحية التي تعمل على الحدود الأمريكية حاليا، إن هذا المنحى مستمر في رفع نسب العدد الإجمالي للمهاجرين الوافدين من أفريقيا خلال الأشهر الأخيرة، بسبب تضييق الخناق على الوجهات الأوروبية المحتملة.

يقول ”كاميل لو كوز”، وهو أحد كبار المحللين داخل معهد سياسات الهجرة في أوروبا: “هناك دول أصبحت أقل ترحيباً بالمهاجرين”، ويضيف “عندما تُفتح وجهات جديدة، سيهاجر الناس إليها لأن الفرص الاقتصادية المتاحة في بلادهم غير كافية”.

تتنقل أعداد قياسية من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، هربًا من التغير المناخي وأنظمة الدول الاستبدادية، وعدم الاستقرار الاقتصادي، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة.

ويؤدي تزايد أعداد المهاجرين القادمين من أفريقيا، إلى تفاقم الأزمة الحدودية بين الولايات المتحدة والمكسيك، من خلال انضمامهم في مجموعات إلى وفود المهاجرين القادمين من أمريكا الوسطى والجنوبية، وكذلك من الصين والهند ودول أخرى، خلال طريق رحلتهم نحو الشمال.

اجتاز حوالي 2.5 مليون مهاجر الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك سنة 2023، وتمت معالجة حوالي 300 ألف منهم من قبل حرس الحدود الأمريكية في دجنبر، وهو عدد أكبر من أي شهر مضى، ممّا أدى إلى استنزاف الموارد البشرية والمادية بشكل كبير. سيتقدّم معظم هؤلاء الأشخاص بطلبات للجوء، ممّا سيسمح لهم بالبقاء في الولايات المتحدة حتى يتم البث في قضاياهم والتي ستستغرق بضع سنوات من الآن.

تواجه إدارة الرئيس ”جو بايدن” ضغوطا كبيرة من الجمهوريين في واشنطن، ومن بعض رؤساء البلديات وحكّام الولايات من أجل التحرك لوقف تدفق المهاجرين إلى البلاد، وإلى داخل المدن والبلدات، التي تعاني من أجل استيعاب أعداد كبيرة من الوافدين الجدد.

وقد فشل الكونجرس، على مر عقود، في التوصل إلى قرار جماعي حول إجراء تغييرات شاملة على نظام الهجرة الأمريكي بشكل كلي، وهو ما أدى إلى تفاقم التحديات المرتبطة بالاستجابة لمثل هذه الشاكلة من الزيادات في أعداد المهاجرين الوافدين على البلاد.

أما الآن، فيطالب الجمهوريون داخل الكونجرس من إدارة ”بايدن” بتسريع عمليات الترحيل وتقييد إجراءات اللجوء، مقابل دعم المساعدات في زمن الحروب لكل من أوكرانيا وإسرائيل، ومن المتوقع أن تستأنف المحادثات حول هذه المسألة خلال هذه الأيام في واشنطن.

يمكن معاينة أعداد المهاجرين المنحدرين من الدول الأفريقية حتى قبل وصولهم إلى الأمريكتين، فبعد هبوط رحلة جوية قادمة من السنغال بمطار الدار البيضاء الدولي صباح أحد الأيام، وجهت إحدى العاملات بخدمة المطارات النداء للأشخاص المتوجهين نحو ماناغوا، عاصمة نيكاراغوا حيث لحق بها بضع عشرات من المسافرين السنغاليين.

لا تقيد حكومة نيكاراغوا، بقيادة الرئيس ”دانييل أورتيجا” منذ فترة طويلة، دخول الأفارقة إلى داخل أراضيها. يبدأ المهاجرون الأفارقة رحلتهم البرية من هناك، حيث يفضل العديد منهم تجنب الطريق التي تمر عبر منطقة ”دارين جاب”، وهي غابة كثيفة تمتد بين كولومبيا وبنما، حيث يعرف عنها أنها طريق محفوفة بالمخاطر.

ويواصل المهاجرون الأفارقة طريقهم عبر هندوراس، ثم غواتيمالا نحو المكسيك، حتى يصلوا إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة. عبَر ما يقرب من 28 ألف أفريقي عبْر هندوراس، في الفترة بين يناير وشتنبر 2023، أي بزيادة ستة أضعاف مقارنة بنفس الفترة من سنة 2022، وذلك وفقا لحكومة هندوراس. وتعد غينيا والسنغال وموريتانيا من بين البلدان العشرة الأولى التي ينحدر منها المهاجرون، في حين عبر عشرات فقط، من كل هذه البلدان، عبر هندوراس خلال سنة 2020.

وبينما كثفت حكومة الولايات المتحدة من عمليات الترحيل الجوي للمهاجرين، فقد اضطرت إلى الاستمرار في السماح للمزيد منهم بدخول البلاد، لأن مراكز احتجاز المهاجرين ممتلئة عن آخرها، ولا يمكن الإبقاء على الأسر لفترات طويلة تحت الحراسة. كما أنه من الصعب جداّ ترحيل الأشخاص إلى بعض بلدان آسيا وأفريقيا، بسبب المسافات الطويلة وعدم قبول العديد من دول هذه المناطق.

في أوروبا، أثارت أزمة الهجرة قلق العديد من البلدان. لقد فاز المرشحون اليمينيون، الذين يحملون برامج مناهضة للهجرة، في عدد قليل من الانتخابات الوطنية خلال العام الماضي، كان آخرها في هولندا. إلا أن فرنسا وألمانيا وإسبانيا أبرمت اتفاقيات مع تونس والمغرب لاعتراض المهاجرين الذين يخترقون حدودها. وفي 20 ديسمبر، وقّع الاتحاد الأوروبي على اتفاقية لتسهيل ترحيل طالبي اللجوء والحد من الهجرة إلى داخل دول الإتحاد. 

ويتشارك المهاجرون المتوجهون إلى الولايات المتحدة النصائح وقصص نجاحهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيما يروج المهربون لخدماتهم متنكرين في هيئة مرشدي أسفار. يتداول أصدقاء وأقارب المهاجرين أنهم حصلوا على إقامات عمل داخل الولايات المتحدة بعد تقديمهم لطلبات اللجوء، إلاّ أنه من المستبعد أن يربح المهاجرون قضاياهم، غير أن القرار النهائي لملفات طلباتهم عادة ما يستغرق زمنا طويلا جدا، وذلك بسبب التراكم الهائل لملفات اللجوء داخل محاكم الهجرة الأمريكية.

وقال ”جون مودلين”، رئيس ناحية ”توكسون” التابع لقوات حرس الحدود الأمريكي، والذي يشهد عبور أعداد كبيرة من الأفارقة عبر مناطقه النائية: “في الماضي، كانت الهجرة عبر الحدود الأمريكية أمرا غامضا للغاية بالنسبة للناس”، وأضاف في مقابلة أجريت معه مؤخراً: “إن الخطر الأكبر الآن هو الانتشار العالمي لمنظمات التهريب” بمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي.

واشتهر هذا الطريق الذي يبدأ من غرب أفريقيا ويعبر أمريكا الوسطى قبل بضع سنوات فقط، وفقا لـ”علي تانديان”، الأستاذ المتخصص في دراسات الهجرة بجامعة ”جاستون بيرجر” في السنغال. لكن عمليات الهجرة ارتفعت سنة 2023 مع بدء المزيد من المهاجرين في اتخاذ رحلات جوية عبر المغرب وتركيا في طريقهم نحو نيكاراغوا.

يقول ”عثمان كامارا”، 27 عاماً، وهو طالب جامعي موريتاني يقيم الآن في الولايات المتحدة، خلال أحد المقابلات: ” لقد عاينت وصول العديد من الأشخاص الجدد إلى الولايات المتحدة”. ويضيف: ”إن المغرب يحكم قبضته على البحار، مما يجعل الوصول إلى أوروبا أمرا صعبا للغاية”

وصرح السيد ”كامارا” أنه لم يعد يشعر بالأمان في بلده موريتانيا، حيث وثقت جماعات حقوقية مجموعة من الانتهاكات واسعة النطاق التي تمارس ضد الأقليات من السود في البلاد، وأنه ينوي تقديم طلب اللجوء في الولايات المتحدة.

 اقترض عثمان حوالي 8000 دولار من أحد أصدقائه للقيام بهذه الرحلة، وأخبرنا أنه سيسددها إليه بمجرد حصوله على عمل قار داخل الولايات المتحدة.

وعلى عكس العديد من المهاجرين من بلدان أمريكا الجنوبية والوسطى، يتوفّر العديد من المهاجرين من أفريقيا وآسيا على عائلات أو أصدقاء يمكنهم المساعدة في دفع تكاليف السفر الجوي إلى نيكاراغوا.

وأخبرنا السيد ”كيتا”، من غينيا، أنه باع مصنعه الصغير لمنظفات الغسيل في ”كانكانتو” من أجل دفع تكاليف الرحلة. حيث قال: ” من خلال العمل هنا، سأتمكن من تحسين ذاتي وتوفير الدعم لعائلتي.”

وقال محمد عرام، وهو سوداني يبلغ 33 عاماً، أنه بعد اندلاع الحرب الأهلية ببلاده في أبريل الماضي، تبقى الولايات المتحدة هي أفضل وجهة لبدء حياة جديدة. وأضاف عرام، الذي كان يعتزم التوجه إلى شيكاغو: ”إن الدخول إلى أوروبا أمر صعب للغاية”.

هذا وقد صرّح أكثر من عشرة مهاجرين، تم التحدث إليهم أثناء إعداد هذا الربورتاج، أنهم قاموا بتسليم أنفسهم مباشرة لعملاء الولايات المتحدة على الحدود، حيث تم نقلهم بالحافلات إلى منشأة معالجة حكومية داخل التراب الأمريكي. وهناك، مكث المهاجرون ليلتين أو ثلاث ليالٍ في انتظار دورهم لتقديم بياناتهم ومعلوماتهم الشخصية إلى السلطات. وتم إطلاق سراحهم مع وثائق تشير إلى أنه تم إدراجهم ضمن إجراءات الترحيل ويتوجب عليهم التوجه مباشرة إلى محكمة الهجرة ضمن تاريخ محدد بالمدينة التي أفادوا أنهم ينوون العيش بها.

أخيرًا، تم تسليم المهاجرين إلى مركز سان دييغو، حيث قدمت إليهم وجبات الطعام وتمت مساعدتهم في الاتصال بأصدقائهم وأقاربهم المقيمين في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والذين عادة ما يدفعون تكاليف رحلة الطيران نحو وجهتهم المحددة في الولايات المتحدة.

وبعد نجاحهم في الدخول إلى الولايات المتحدة، عبّر كثيرون عن تفاؤلهم بشأن بدء حياة جديدة داخل المدن الأمريكية في جميع أنحاء البلاد. لكن بعضهم أشاروا إلى أن منشورات وسائل التواصل الاجتماعي تغفل الإشارة إلى الخطر الذي قد يتربص بالمهاجرين خلال رحلتهم خاصة عبر أمريكا الوسطى والمكسيك.

وقال ”باولو كاندو”، 20 عاماً، و”موبومي جواو”، 22 عاماً، من أنغولا، وهي دولة غنية بالنفط تقع على الساحل الغربي من أفريقيا، إنهما تعرضا للسطو من طرف قطّاع الطرق، وقد سلبوهما هاتفيهما وكل ما كانا يملكان على الحدود بين غواتيمالا والمكسيك. لقد اشتغلا في تحميل الفحم على العربات من أجل كسب بعض المال الإضافي في المكسيك، وعند وصولهما إلى كاليفورنيا، لم يكونا يملكان سوى تلك الملابس التي كانت عليهما.

لقد تقطعت بهما السبل الآن في سان دييغو، كان لديهما صديق أنغولي في بورتلاند، بولاية أوريغون سبق ووعد باستقبالهما، ولكنه لا يردّ على اتصالهما، كما أنهما لا يمتلكان تكلفة أجرة الحافلة للوصول إلى هناك، وقد أخبرانا أنهما لا يعرفان أي شخص آخر في الولايات المتحدة، ومع ذلك، فهما ليسا نادمين على مجيئهما.

يقول ”كاندو”، وهو يتحدث بلغته الأم البرتغالية، إن هدفه لم يتغير. حيث قال: “نحن نثق في الله بأن معجزة ما ستحدث وسنصل إلى بورتلاند”.

عن نيويورك تايمز بتاريخ 05ـ01ـ2024

African Migration to the U.S. Soars as Europe Cracks Down – The New York Times (nytimes.com)

Two people, wearing hats and coats, stand outside with others in twilight.
تعد لوكفيل، وهي مدينة حدودية في ولاية أريزونا، من بين المعابر التي يدخل عبرها المهاجرون الأفريقيون، مثل هذين الشابين الموريتانيين، إلى الولايات المتحدة، إلى جانب عدة آلاف من المهاجرين الآخرين.

g

Three people bend over in prayer as they stand on dirt. In the background is a large group of people sitting against a wall.
أثناء انتظارهم في لوكفيل ليتم نقلهم من الحدود الجنوبية، يصلي المهاجرون من السنغال عند غروب الشمس

Several people, including one person carrying a small child, stand in line outside near a fence.
من الصعب للغاية ترحيل الأشخاص إلى بلدان في آسيا وأفريقيا، بسبب المسافة الطويلة وعدم موافقة العديد من الدول

Several tents sit on dirt near a large fence.
 تُعد المعسكرات مثل هذا الموجود في جاكومبا هوت سبرينجز بولاية كاليفورنيا بمثابة محطات على الطريق للعائلات المهاجرة التي تنتظر نقلها بواسطة حرس الحدود إلى مرافق المعالجة. كريديت إيرين شاف / نيويورك تايمز                                               

A person wearing a face mask and a jacket stands outside near a large group of people who have lined up against a large wall. أدى ارتفاع عدد المهاجرين الشهر الماضي إلى استنفاد الموارد، مما ترك العديد من الأشخاص، مثل هذا الرجل من غينيا، عالقين على الحدود في انتظار أن تلتقطهم السلطات الأمريكية.

Several hands extend over a small fire.

وبينما كثفت الولايات المتحدة رحلات الترحيل الجوية، فقد اضطرت إلى الاستمرار في إطلاق سراح المزيد من الأشخاص إلى البلاد لأن مراكز احتجاز المهاجرين ممتلئة ولا يمكن حبس العائلات لفترات طويلة. الائتمان…جون مور / غيتي إيماجز

إقرأوا أيضاً:

من نفس المنطقة:

magnifiercrosschevron-down linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram