الرئيسية

من التخلي عن الرياضة إلى نجمة لبؤات الأطلس.. من هي ياسمين مرابط؟

ياسمين مرابط، من مواليد مدريد سنة 1999، اللاعبة المغربية التي عاشت أزمة في عام 2021؛ بعدما تعرضت لسلسلة من الإصابات الخطيرة وبقيت دون فريق، ما جعلها تفكر في ترك الرياضة في ذلك الوقت، ولكن دعوة الالتحاق بالمنتخب المغربي النسوي لكرة القدم، غير مسار حياتها.

هوامش

عندما تلقت المكالمة من المغرب، كانت قد بدأت اللعب لإسبانيا “لأن هذا ما كنت أعرفه، لكن عندما تم استدعائي قررت اللعب للمغرب، وهذا أفضل قرار اتخذته” تقول اللاعبة الشابة.

وتضيف “كنت في إجازة مع أصدقائي عندما تلقيت تلك المكالمة، لقد أصبت بإصابات خطيرة في الكاحل والركبة، ولم أكن أعرف حتى ما إذا كنت أرغب في مواصلة لعب كرة القدم، في المكالمة أخبروني عن العرض وأحببته”.

ولدت حسناء المنتخب الوطني النسائي، ياسمين لأب مغربي، يوسف، وأمٍ إنجليزية، كاثرين، ولها شقيق يدعى أليكس، ولد مثلها في إسبانيا.

ولعبت ياسمين في الفئات الصغيرة للفريق الإسباني، لتصبح بطلة أوروبا تحت 19 سنة في 2018 (في نفس جيل أولغا كارمونا، أثينا ديل كاستيو، تيري أبيليرا، أويهان هيرنانديز أو لايا كودينا، اللواتي يمكن أن تتواجه معهن في كأس العالم).

“كرة القدم هي حياتي وشغفي وهوايتي، لقد لعبت لسنوات عديدة لدرجة أنني لا أستطيع تصور حياتي الآن بدونها”، تقول لمرابط في تصريحات صحفية.

ياسمين مرابط تحمل شهادة في التسويق وحاصلة على درجة الماجستير في إدارة الرياضة وتحليل البيانات، وقامت بإجراء تحليل تنبؤي لكأس العالم في بحث تخرجها. 

هدف لا ينسى

بعد الكثير من الإجراءات البيروقراطية للحصول على جواز سفر مغربي، ظهرت ياسمين لأول مرة مع لبؤات الأطلس في 2 يوليوز 2022 ضد بوركينا فاسو في كأس إفريقيا، حيث دخلت التاريخ بتسجيل الهدف الذي تأهل به المغرب لكأس العالم لأول مرة.

“لقد كانت تجربة قاسية. أتذكر أنه في تلك المباراة ضد بوتسوانا بدأنا التسجيل مبكرًا، ثم تعادلوا معنا وكانت مباراة ضغطٍ كبير. كان الهدف عبارة عن ركلة حرة، تبعها ارتداد لاحقًا انتهى بهدف… أتذكر فقط رؤية الكرة تدخل المرمى وانفجار مدرجات الملعب. ما زلت أشعر بذات القشعريرة!”، تقول ياسمين، وتؤكد “إنه الهدف الذي حلمت به منذ أن كنت صغيرة”.

تلك الفتاة التي بدأت لعب كرة القدم في سن السابعة في حي “سان بلاس” بالعاصمة الإسبانية مدريد، والتي أعجبت بديفيد فيا وستيف جيرارد وفيرو بوكيت، هي صاحبة هدف التأهل إلى نهائيات كأس العالم؛ التي يشارك فيها المنتخب المغربي للمرة الأولى في تاريخه.

في مقابلة لها مع صحيفة “لاماركا”، قالت مرابط أن “الهدف هو تجاوز مرحلة المجموعات، على الرغم من أننا نعلم أنه سيكون صعبًا للغاية. علينا أن نستمتع لأن الطريق إلى هنا لم يكن سهلاً ، لكننا سننافس بالأسلحة التي لدينا… بنية المفاجئة”.

ونشأت ياسمين في أسرة متعددة الثقافات ومتعددة اللغات، ما سمح لها بالتأقلم تمامًا في غرفة تبديل الملابس حيث توجد لاعبات كرة قدم يلعبن في تسع دول مختلفة، حيث أنها تتحدث أربع لغات: الإسبانية والإنجليزية والفرنسية والكتالونية.

“جزء مني مغربي، جزء إسباني وآخر إنجليزي، وأعتقد أن ذلك يثري ثقافتي كشخص ويفيد العالم بأسره… وعندما أرتدي قميص المغرب، أشعر أنه مِلكي وهذا هو المهم”، تشرح لمرابط هذا التنوع الثقافي في أصولها.

تتذكر مرابط أول التحاق لها بالمنتخب، “اليوم الأول الذي وصلت فيه إلى المخيم؛ ذهبت دون أي نوع من التوقعات، ولم أكن أعرف ما الذي سأجده هناك؛ أول من قابلتهم كانوا يتحدثون العربية فقط”.

تشرح قلب دفاع المنتخب المغربي ذلك بالقول “فكرت أن هذا ما سيجعل الأمر معقدًا، نظرًا لأنني تعرفت على المزيد من الأشخاص واللاعبات، تمكنت من التواصل جيدًا، وقد ساعدني أيضًا وجود مدرب فرنسي (رينالد بيدروس) على المستوى الرياضي، وبعيدًا عن التنوع الثقافي والرياضي، نحن مجموعة نفهم بعضنا البعض جيدًا”.

لم تكن مرابط لاعبة دفاع، ولكن مدرب المنتخب المغربي اختارها لذلك، “لطالما لعبت في وسط الملعب، لكن في المنتخب الوطني وضعوني في قلب الدفاع، وهذا ليس المركز المفضل لدي، ولكن هذا هو المكان الذي يعتقد المدرب أنه يمكنني المساهمة فيه بشكل أكبر”.

وتضيف ياسمين “أنا لاعبة ذات شخصية وطباع، ولدي مهارات قيادية، لذا أحاول المساعدة حيثما استطعت”.

من ترك الكرة إلى كأس العالم

تقول ياسمين في مقابلتها مع “ماركا” إن التزام الجامعة والحكومة المغربية يتجاوز الرياضة وأنهما “يبذلان الكثير لتطوير كرة القدم النسائية، وفتح الأبواب أمام النساء في مجال الرياضة وأيضًا على المستوى الاجتماعي والثقافي”.

ياسمين صورة لشركة “نايكي”، نشيطة على موقع التواصل “إنستغرام” ومولوعة بالقراءة والعزف على الغيثارة في أوقات فراغها، وهي امرأة مغامرة.

قبل كأس العالم، حملت حقيبة على ظهرها مع صديقتها (سارة إثكويرو، لاعبة كرة قدم أيضًا)، وسافرت للتعرف على قلب المغرب، البلد الذي منحها حياة رياضية ثانية.

“لقد نقلني المنتخب المغربي من الرغبة في ترك كرة القدم إلى اللعب في كأس العالم، لقد جعلني المغرب أقع في حبه والعكس كذلك، إنها علاقة جميلة أتمنى أن نستمتع بها لفترة طويلة” تؤكد ياسمين.

إقرأوا أيضاً:

من نفس المنطقة:

magnifiercrosschevron-down linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram