الرئيسية

طانطان.. مأساة قارب أبحر بأكثر من 50 شخصا وعاد بمصابين وجثتين

لا يزال 51 شخصًا، بينهم ثلاثة أطفال، في عداد المفقودين على متن قارب مطاطي غادر مدينة طانطان، جنوب المغرب، في 22 يونيو الماضي، وبعد أن انحرف عن مساره لمدة ثمانية أيام، عاد إلى ساحل طرفاية مرة أخرى يوم الجمعة على متنه ناجيان فقط، وفقًا لمصادر حدثتها "هوامش".

هوامش”/ خاص

دفعت ظروف الطقس الاستثنائية وعدم كفاية المساعدة من قبل السلطات المغربية والإسبانية إلى وقوع مأساة في عالم الهجرة؛ حطام لقارب مطاطي أودى بحياة عشرات المهاجرين غير النظاميين بين طانطان والأرخبيل الكناري.

وأوضحت مصادر “هوامش”، أن قاربا مطاطيا غادر مدينة طانطان، وعلى متنه 55 شخصًا، 11بينهم امرأة و3 أطفال، من جنسيات مختلفة؛ أهمها السنغال، غامبيا، إثيوبيا، السودان ساحل العاج وسريلانكا.

وقبل أسبوع، أبلغت المنظمة الحقوقية “كاميناندو فرونتيراس” عن حالة ووضع القارب، وردت خدمات “الإنقاذ الإسبانية” فيما بعد، أنها أعلمت السلطات المغربية بالحالة، وحسب نفس المنظمة نقلًا عن خدمات الإنقاذ فقد أكدت السلطات المغربية بأن “القارب لم يعثر عليه”.

وتم نقل اثنين من الناجين، والذين تمكنت “كاميناندو فرونتيراس” من التحدث معهما، إلى مستشفى العيون، وهما سوداني وإيفواري يعانيان من الجفاف والحروق.

وأفادت المنظمة غير الحكومية أنه من بين جميع ركاب القارب، البالغ عددهم 55 شخصا، “انتشلت البحرية الملكية جثتين وأنقذت شخصين”.

وأضافت أنه “لا يُعرف ما إذا كان الرجلان اللذان تم إنقاذهما في المستشفى أو تم احتجازهما من قبل السلطات المغربية”. مشيرةً إلى أنه في هذه الحالة “يتم عادةً طردهم من البلاد أو تهجيرهم إلى مناطق داخل المغرب”.

وأكدت مصادر “هوامش”، من داخل مستشفى “الحسن بن المهدي”، أن المستشفى استقبل 4 من ركاب القارب المفقود قبل أسبوع، وقالت مصادرنا “اثنان منهم يتلقيان الرعاية الطبية وجثتان تم إيداعهما في ثلاجة الموتى”.

تقول هيلينا مالينو، أن ما عاشه المهاجرون خلال الأيام الثمانية هو “الجحيم بعينه”. وتؤكد أن “التيارات البحرية جرفتهم إلى الساحل”، لينتهي بهم الأمر إلى نقطة بين طانطان وطرفاية.

وأكدت مصادر استشارتها “هوامش”، أن المهاجرين تم انقاذهم في منطقة “البورة” الواقعة شمال طرفاية، في اتجاه طانطان.

حوالي 20 ألف درهم، وفق تقديرات مهربين لـ” هوامش”، هو سعر الرحلة لشخص واحد على متن زورق ينطلق من الخط الساحلي بين طانطان والداخلة إلى جزر الكناري.

“إذا كان الطقس على ما يرام، فسنستمر في رؤية العديد من القوارب تنطلق من جنوب المغرب، مشكلتنا ومشكلة الحراگة هي الطقس المتقلب”، يقول سالم وهو مهرب من مدينة العيون إحدى نقط الانطلاق نحو جزر الكناري.

وليس استقرار الأحوال الجوية وحده ما يترقبه المهربون في هذه المنطقة، حيث يؤكد سالم أن “رجال انفاذ القانون والساهرين على حماية الحدود من قوات مساعدة وجيش، يسهلون عمليات الهجرة بمقابل مادي”.

ومن حديثه إلينا يبدو أن هذه المهرب الخمسيني يتابع تفاصيل جميع رحلات التهريب، بما في ذلك رحلات منافسيه، وقال في حديثه إلينا عن القارب المفقود قبل أسبوع “لقد أمضوا ثمانية أيام في يد الله”.

وحول هذا الحادث المأساوي، نددت هيلينا مالينو، الناشطة الحقوقية ورئيسة منظمة “كاميناندو فرونتيراس” غير الحكومية، عبر “تويتر” بما أسمته “الموت عند الحدود بسبب الافتقار إلى وسائل الإنقاذ وعدم التعاون بين الدول للدفاع عن الحق في الحياة”، مشيرةً إلى أن “هناك أيضا العديد من القوارب المفقودة”.

إقرأوا أيضاً:

من نفس المنطقة:

magnifiercrosschevron-down linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram