الرئيسية

 بين رُكام “أزرو” : “بقايا قرى” دمرها الزلزال ومنكوبون سحقتهم العزلة

تعرّفت مناطق الحوز على الوجه البشع للدمار الذي خلفه زلزال ضرب البلاد ليلة الجمعة الماضية. قرية أزرو، كانت من بين المناطق الأكثر تضررًا، وشهد سكانها فصولا من المعاناة. الروبرطاج يسلط الضوء على قصص بعض الناجين من الموت في اللحظات الأخيرة قبل الكارثة.

أزرو- هوامش| خاص: 

عرفت المناطق القروية بالمغرب الضرر الأكبر من الزلزال الذي ضرب البلاد ليلة الجمعة الماضي، والذي خلف إلى حدود اللحظة  2901 شخصا، فيما وصل عدد الجرحى إلى 5530 شخص.

وتعيش قرية أزرو -التابعة لجماعة أغواطيم، نواحي تحناوت، بإقليم الحوز، لحظات عصيبة على غرار كل بلدة قريبة من مركز الزلزال.

ومن بين مئات المنازل المدمرة التي خلفها الزلزال، منزل عمر مشقود (63 سنة) المنهار، الذي يروي لـ”هوامش”، أنه قبل الساعة الـ11 ليلًا بخمس دقائق، “كنا نتناول وجبة العشاء، كنا ستة، أنا وأفراد أسرتي، حين اهتزت الأرض بنا للمرة الأولى، جلسنا قليلًا، أخبرت الجميع أنني أصبت بدوار، فردت ابنتي أنها هزة أرضية، عند الهزة الثانية ارتج المنزل، وبدأ يرقص ويتهاوى، فحملت البنات الصغيرات وخرجت، لم يتأذ أحد سواي”.

ويضيف مشقود، أن “المساعدات جاء بها متضامنون، أغطية وأكل، وهناك من لم يجد أغطية، أنا عن نفسي اتخذت البلاستيك غطاء لأحمي عائلتي من البرد، الله غالب على أمره، كل شيء تدمر”.

فتيحة، شابة مقيمة ببلدة أزرو، شاركت في محاولات الإنقاذ التي قام بها الجيران، لإنتشال جدها ووالدها، حيث شهدت كيف أخرجوهما من تحت الأنقاض.

“أخرجوا جدي جثة هامدة مصابًا بجروح، ولكن أبي ذو الخمسين سنة؛ لم تظهر عليه أي جروح، لنكتشف بعد الاسعافات الأولية أن قفصه الصدري انكسر، ولم يتمكن من الوصول إلى المشفى، ولفظ أنفاسه في الطريق” تسرد فتيحة لـ”هوامش”.

لم تكن الشابة تظن أن “كل هذا الشيء سيحدث، كل شيء وقع فجأة وتركنا لصدمة الفقد والألم… لم أتوقع يومًا أن يمضي أبي ويتركنا”.

كان أب فتيحة قد دخل لتوه من العمل، وقال إنه متعب ودخل ليستريح، وكانت فتيحة تستعد مع جدتها وأمها للعشاء،فجأة بدأ المنزل يرج بهم، “أحسسنا بالفزع، جدتي تصيح خوفًا على والدي من تهاوي البيت الذي بدأ يتصدع، توقف كل شيء في لحظة، خرجنا من البيت بشق الأنفس، ليأتي الجيران للمساعدة في إخراج جدي وأبي اللذين بقيا عالقين في ركام البيت”، تتذكر فتيحة.

ووعلقت فتيحة، “لقد وصلتنا بعض المساعدات والطعام، ولكننا نحتاج الأغطية أيضا، ننام في العراء تحت خيم من البلاستيك بعدما تحطم البيت، والنوم في هذا البرد القارص أمر غير ممكن”. 

على غرار فتيحة التي تقضي ليلها في خيمة بلاستيكية، تخاف ساكنة تحناوت من دخول منازلها،  خشية سقوط الجدران. المنازل التي بقيت صامدة في وجه الزلزال تعرضت لتشققات من الداخل.

من جهتها، تروي أمينة، وهي سيدة في عمر السبعين تقريبًا، -إذ لا تعرف عمرها بالتحديد-، أنها كانت “نائمة رفقة أبنائها الإثنين وأبنائهم وزوجاتهم، بالإضافة إلى شقيقتها، حين رجت الأرض من تحتهم”.

وتضيف لـ”هوامش”، “هرب إبني حين حس بالهزات الأرضية، وبقينا نحن في حيرة، حتى تهاوى المنزل على ولدي الثاني، الذي بقي أكثر من ساعة تحت الأنقاض، وانقذه الجيران، كشفت عليه وقالوا أنها مجرد كدمات بسيطة”.

جدير بالذكر، أن التضامن الشعبي، بدأ في الوصول إلى المناطق المتضررة في أجزاء كثيرة من البلاد، حيث يقوم مواطنون بجمع المواد الغذائية والمنتجات الأساسية بسياراتهم بنقلها إلى المناطق المنكوبة والتي لا تملك موارد.

إقرأوا أيضاً:

من نفس المنطقة:

magnifiercrosschevron-down linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram