ويركان- “هوامش”/ خاص:
يتكوم الناجون من قرية “ويركان” في الخيام ليلا، ويبحثون عن ظل الأشجار في البساتين نهارا. الطقس في هذه القرية الجبلية قاس، يضاعف معاناتهم من آثار الزلزال الذي محا قريتهم تقريبا وحولها إلى ركام.
قرية “ويركان” من بين أكثر المناطق تضررا بالزلزال الذي ضرب المغرب، وهو زلزال بقوة 6.8 درجة على مقياس ريختر خلف 2497 قتيلًا، و2476 جريحًا.
وهي قرية صغيرة تقع في جبال الأطلس الكبير في ضواحي مراكش في قلب المنتزه الوطني توبقال، للوصول إليها عليك قطع مسافة 65 كلم في جنوب مراكش، هذا في الأيام العادية، لكن الوصول إليها الآن أصبح مغامرة.
الوضع في هذه المنطقة معقد للغاية، والطرق الجبلية تجعل وصول المركبات شبه مستحيل، يوجد في هذه القرية عدد قليل من المباني التي ظلت واقفة، إذ حول الزلزال بيوت القرية إلى أطلال، وأودى بحياة حوالي 35 شخصًا، حسب تصريح أحد سكانها.
والآن، يعيش الناجون من الزلزال محاطين بالأنقاض، وفي الواقع، لم يتردد بعض الجيران في بناء أكواخ تقيهم حر الشمس نهارا وبرودة الطقس ليلا، مشيرين إلى أنهم لا يريدون مغادرة المكان، كما يقول آخرون بأنهم لا يملكون بديلا آخر.
مشاهد الدمار، تظهر أنه لم يبق شيء قائمًا في “ويركان”، بينما تعيش القرية وضعًا معقدًا، يضاف إليه نقص الإمدادات بشكل عام.
وأكدت سيدة من القرية لـ”هوامش” أن الساكنة “تسكن في الخيام بعدما دمر الزلزال بيوتهم، وأعطاهم أحد المحسنين قطعة أرضية ليحتموا فيها، وعليها نصبوا بعض الخيام”.
وقال أحد السكان لـ”هوامش” إن قرية “ويركان” تقطنها “29 أسرة تشكل ساكنة القرية البالغ عددهم 237 شخصًا، توفي منهم 35 شخصا جراء الزلزال”.
وأوضح شاهد عيان لـ”هوامش” من “ويركان” إن “عمليات الإنقاذ كانت صعبة للغاية، وظلت الفرق تبحث وترفع الأنقاض لمدة يومين مستعينةً بالكلاب”.
هذا، ويواصل المغرب الحداد بينما يضاعف جهوده لمحاولة تحديد مكان الناجين، وأيضًا لمساعدة 300 ألف شخص تضرروا من الزلزال.