عندما يحاول رجل فتح علبة ما، فتستعصي على الفتح، وتأت سيدة لتجرب إن كانت تستطيع فتحها، فيكون الجواب مباشرة “إِرْمِيتْ بَابَاعْلِي دَاشْنْ مَامَاعْلِي” وكأن الأمر نتيجة حتمية وقطعية، فالمثل يفيد بالضرورة أن ما لم يستطع الرجل القيام به، فلا داعي أن تحاول المرأة، فلا يجوز لها حتى أن تنال شرف المحاولة، فالفشل مصيرها بحسب هذا المثل الراسخ في ثقافة العديد من المجتمعات. غير أن نساء نجحوا في الوصول إلى تدبير الجماعات المحلية دون أن يتمكن الرجال المنافسين لهن في الوصولإلى ذلك.
مجالس جماعية كثيرة قرروا أن يمنحوا زمام التسيير لـ”ماماعلي”، بعد أن انفرد بها “باباعلي” لسنوات طويلة دون أن يحقق التنمية المنشودة لساكنة القرى والحواضر. وكأن الساكنة تود أن تمنح الفرصة للنساء لعلهن يحققن التنمية المنتظرة.
في إقليم الراشيدية تم انتخاب الشابة حسناء بامو رئيسة لجماعة أوفوس، وهي مرشحة عن حزب التجمع الوطني للأحرار، ومن مواليد 1995، وحاصلة على الإجازة في اللغة العربية.
وفي اقليم تازة، قادت الإنتخابات كنزة المقدم عن الأصالة والمعاصرة نحو رئاسة جماعة بني فراسن، لأول مرة في المنطقة، وهي زوجة برلماني سابق عن نفس الحزب أيضا.
وفي جماعة تيزي نيسلي بإقليم بني ملال تم انتخاب الشابة مريم وحساة عن حزب التقدم والإشتراكية رئيسة للمجلس الجماعي تيزي نيسلي.
وإذا اتجهنا إلى الصحراء نجد لأول مرة في تاريخ المجالس الجماعية بالمناطق الجنوبية، تم انتخاب المستشارة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، معلومة بوسعيد، رئيسة للمجلس القروي للحوز، التابع لإقليم سمارة.
والأيام القليلة القادمة ستكون حافلة بالكثير من المقاعد للنساء بعد تشكيل العديد من المجالس الجماعية التي لم يحسم فيها بعد.
انتخاب النساء بدل الرجال على رأس الجماعات القروية والحضرية لم يكن خاصا بانتخابات 2021، بل سبق لمغربيات أن تقلدن هذا المنصب، وفي درعة تافيلالت مثلا، فقد كانت رقية قاسم، أول امرأة تتقلد هذا المنصب سنة 2015، بعد أن كان هذا الأمر حكرا على الرجال.
رقية التي ترشحت سنة 2015 ممثلة لحزب الاتحاد الإشتراكي بجماعة أفرا بإقليم زاكورة، هزمت منافسها عن حزب الاصالة والمعاصرة بعد حصولها على 13 صوتا من أصل 17 في انتخابات رؤساء الجماعات، وهي التي حصلت على إجازة في القانون، واشتغلت لسنوات في العمل الجمعوي بالمنطقة.
لولاية واحدة فقط، لم تستطع رقية قاسم الحفاظ على مركزها الأول لترأس جماعة أفرا للمرة الثانية، لتعود للمعارضة في المجلس الحالي فاسحة المجال ل”باباعلي” من جديد.