“أين هو حقي في الحياة في هذا الوطن” كانت هذه آخر الكلمات التي دوّنها على جداره في الفايسبوك. أسابيع فقط من تعرضه لاعتداء جسدي من قبل مجموعة من الملثّمين، وُجِد حسن الطاهري إبن مدينة الراشدية، ليلة الأحد 01 أكتوبر الجاري، مضرجاً في دمائه قرب مسكنه، جراء اعتداء أنهى حياته هذه المرة.
وحسب تصريحات مصادر من عين المكان، في منطقة الجرف المجاورة لمدينة الراشيدية، بالجنوب الشرقي المغربي، فقد عثر أحد الجيران على الحقوقي حسن الطاهري، ملقىً على الأرض مجروحا ومنهكا يئن من الآلام، حيث تم إعلام السلطات المحلية والسلطات الأمنية، ليتم نقله إلى مستشفى مولاي علي الشريف بالراشيدية، إلّا أنه لفظ أنفاسه خلال الطريق، متأثرا بجروحه.
مصادر مقربة من عائلة الضحية أفادت أن الحقوقي قد يكون تعرض للضرب والتنكيل قبل أن يتم التخلص منه بالقرب من منزله.
النشاط الفايسبوكي، “إبن الهامش” حسن الطاهري، الملقب بالزيتوني، ذو الأربعين ربيعا، لا يمتلك عملا قارا، ضحية لمعضلة البطالة منذ مدة طويلة، متزوج حديثا، عضو في جمعية الدفاع على حقوق الإنسان، معروف بنشاطه الحقوقي وترافعه في العديد من الملفات الاجتماعية المتعلقة بالمنطقة التي يقطنها، “سبق له أن تعرض للعديد من المضايقات والتهديدات التي وصلت حد الاعتداء الجسدي كان آخرها قبل أسابيع فقط، وفق شكاية وضعها لدى رجال الدرك” وهي منشورة على صفحته في بموقع التواصل الإجتماعي فايسبوك.
مواطنون من عين المكان صرحوا لـ “هوامش” أن دفن جثة الضحيّة تم ساعات قليلة فقط بعد إعلان وفاته، متسائلين عن “السّر” وراء التسريع في عملية الدفن وعن نتائج التشريح الطبي.
في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الرسمية لرفع الغموض الذي يلف الحادث، يواصل العديد من الحقوقيين التشكيك في خلفيات مقتل حسن الطاهري، بل إن منهم من اعتبر القضية تصفية جسدية مع سبق الإصرار والترصد لأحد الحقوقيين البارزين في المنقطة. ففي بيانٍ لها، أدانت “جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان” عملية ما اعتبرته عملية “اغتيال” عضوها حسن الطاهري، مضيفة أن الفقيد “ليست لديه أية مشاكل أو قضايا أو نزاعات مصلحية شخصية مع أية جهة لا قضائيا ولا إداريا (…)، اللهم نشاطه الحقوقي المتمثل في فضح الفساد”، وهو دفع الجمعية إلى ترجيح فرضية الإغتيال من قبل أشخاص “ضمن دائرة المنتقَدين (بفتح القاف)”.