محمد تغروت
طالب 600 أستاذ وإداري في جامعة عبد المالك السعدي في تطوان، شمال المغرب، بإلغاء اتفاقية شراكة مع جامعة حيفا الإسرائيلية.
وأعلن الموقعون على العريضة أنهم يطالبون “بإلغاء الاتفاق الموقع مع جامعة حيفا ووقف أي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان المحتل وجميع المؤسسات الجامعية التابعة له”.
وأضافت العريضة: “مبادرتنا هي خطوة تضامنية مع الشعب الفلسطيني ضد جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي يتعرض لها منذ أكثر من ثمانية أشهر”.
وتابعت: “استهدفت جرائم قوات الاحتلال بشكل متعمد ممنهج جميع مؤسسات التعليم العالي، حيث تم استشهاد رؤساء جامعات ونواب رؤساء وأساتذة جامعيين وطلاب”.
وكانت إدارة جامعة عبد المالك السعدي في تطوان وقعت، في شتنبر سنة 2022، اتفاقية شراكة مع جامعة يافا تشمل التعاون الأكاديمي.
جامعة عبد المالك السعدي ليست الأولى التي تسلك هذا المسار، إذ منذ توقيع اتفاقية التطبيع بين المغرب وإسرائيل برعاية أمريكية بتاريخ 10 دجنبر 2020، سارعت عدد من الجامعات المغربية إلى توقيع اتفاقيات شراكة مع جامعات إسرائيلية تحت ذريعة التعاون الأكاديمي.
غير أن جامعة محمد السادس متعددة التخصصات (UM6P) ببنجرير، كانت سباقة في هذا الباب، إذ قبل توقيع اتفاقية التطبيع بشكل رسمي بين المغرب وإسرائيل، زار وفد كبير من جامعة محمد السادس المتعددة التخصصات (UM6P)، برئاسة رئيسها هشام الهبطي، الجامعة العبرية في القدس (HU)، بتاريخ 31 مارس 2020.
وذكر بلاغ على المنصة الرسمية للجامعة العبرية، أنه “سعياً لإنشاء كلية الطب وكلية الصيدلة، التقى ممثلو UM6P بالبروفيسور دينا بن يهودا، عميدة كلية الطب بالجامعة العبرية في هداسا، لمعرفة كيفية إعداد الجامعة لأطبائها المستقبليين لمهنة طبية قائمة على الطب الحسابي والذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على الإنسانية والرحمة لمرضاهم”.
وأضاف ذات البلاغ أن “الزيارة تستند إلى اتفاقية تم توقيعها بين الجامعتين الصيف الماضي (أي صيف سنة 2019)، «للتعاون في مجالات الاهتمام المشترك، وهي الزراعة والأعمال وعلم الأدوية والعلوم الطبيعية والرياضيات وهندسة الكمبيوتر».
في ذات اللقاء قال هشام الهبطي ، رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات: “إن هذه المناقشات بين جامعة محمد السادس متعددة التخصصات والجامعة العبرية هي جزء من ديناميكية جديدة في العلاقات بين المملكة المغربية وإسرائيل”، مضيفا أنه “بعد وضع إطار للتعاون، نحن الآن نطلق محطة جديدة لتجمع الباحثين والعلماء من الجانبين لمناقشة مشاريع ملموسة في مجال الزراعة والاستدامة والصحة والتكنولوجيا المتقدمة.”
بذات المناسبة، أعلن البروفيسور آشر كوهين، رئيس الجامعة العبرية، أن “الجامعة العبرية تفخر بكونها واحدة من أوائل الجامعات الإسرائيلية التي تضفي الطابع الرسمي على العلاقة مع نظيرتنا المغربية الموقرة. ونتطلع إلى الطرق العديدة التي سيفيد بها هذا التعاون بلدينا والمنطقة ككل”.
وبعد توقيع اتفاقية التطبيع بين المغرب والكيان الصهيوني، تلتها خطوات عديدة ذات طابع أكاديمي، إذ وقعت UM6P، بتاريخ 19 غشت 2021، “مذكرة تفاهم” مع الجامعة العبرية في القدس. ونشرت الجامعة على منصتها الرسمية، في حينه، أن هذه الشراكة ستعزز التعاون الأكاديمي بين الجامعتين – من تبادل الطلاب والموظفين الأكاديميين إلى البحث المشترك والدرجات التعاونية.
ونصت الاتفاقية، حسب ذات المصدر على أن الجامعتين تلتزمان بـ «الابتكار على نطاق عالمي»، وستتعاونان في مجالات الاهتمام المشترك، وهي الزراعة والأعمال وعلم الأدوية والعلوم الطبيعية والرياضيات وهندسة الكمبيوتر.
لم تشكل هذه الاتفاقية سوى البداية لمسار تطبيع العلاقات الأكاديمية الذي أصبحت جامعة محمد السادس المتعددة التخصصات رائدة فيه في الحقل الأكاديمي المغربي، إذ نشر معهد “التخنيون للتكنولوجيا على منصته الرسمية ، بتاريخ 27 أبريل 2022، أنه “في أعقاب اتفاقات إبراهيم: تم توقيع أول اتفاقية أكاديمية من نوعها من قبل التخنيون (the Technion)- معهد التكنولوجيا وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات في المغرب.
وأضاف ذات المصدر أنه في ال31 من مارس من ذات السنة، “استقبل معهد التخنيون (the Technion) للتكنولوجيا زيارة تاريخية من وفد مغربي برئاسة السيد هشام الهبطي، رئيس جامعة محمد السادس المتعددة التخصصات (UM6P) المغربية – إحدى الجامعات التقنية الرائدة في المغرب”، إذ تم في حفل أقيم في التخنيون، تم التوقيع على وثيقة تعاون أكاديمي بين الجامعتين.
في ذات المناسبة اعتبر رئيس التخنيون أن الزيارة “تعكس تغييرًا تاريخيًا سريعًا ودراماتيكيًا في المنطقة”، مضيفا “نحن في التخنيون مصممون على المشاركة في قيادة هذه العملية وبناء الجسور من خلال التعليم والبحث”، وخلص إلى أن “التعاون الذي نقيمه هنا اليوم يتجاوز قيمته الأكاديمية ؛ إنه واجبنا تجاه المنطقة ومستقبل الجيل القادم “.
هشام الهبطي بدوره قال في ذات الحفل “اليوم نوقع ورقة، لكن الأهم هو ما يقف وراءها – الرغبة المتبادلة في التعاون، والتي ستؤدي إلى تبادل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من كلتا المؤسستين. إنه لشرف كبير أن أكون هنا في التخنيون – ومسؤولية كبيرة. نحن جزء من حقبة تاريخية، ويجب أن نواصل تعزيز الروابط بين المغرب وإسرائيل. كجامعة شابة جدا، نحن منفتحون على التعاون الدولي ويسعدنا إقامة هذه العلاقة معكم”.
في ذات اللقاء قال كوبي روبنشتاين، نائب الرئيس التنفيذي لأبحاث التخنيون، “هناك العديد من أوجه التشابه بين المغرب وإسرائيل، في كل من التضاريس المادية والظروف المناخية، وكذلك في شعبنا ومصالحنا. هذا التعاون مهم بالنسبة لنا وله كل الأسباب للنجاح”. وفي الصورة المرافقة للبلاغ على منصة المعهد يظهر هشام الهبطي ملتحفا العلم الإسرائيلي، ويهدي لرئيس المعهد كتابا حول تاريخ اليهود المغاربة.
خطوات عديدة تلت هذه الاتفاقية لعل أبرزها تلك التي شهدت أطوارها رحاب جامعة تل أبيب في 30 مارس 2022، حيث تم توقيع “اتفاقية تعاون علمي وبحثي”، وقع الاتفاقية عن جامعة تل أبيب أريئيل بورات، رئيس الجامعة، بينما مثل جامعة محمد السادس رئيسها هشام الهبطي.
وأبرز بيان، على منصة الجامعة، أن مضامينه تشمل مكافحة تغير المناخ، مؤكدا أن الجامعتين ستعملان معًا على تطوير حلول تقنية مبتكرة لمكافحة تغير المناخ، وكذا تقنيات المياه والبيئة، حيث سيتم التركيز على تطوير تقنيات جديدة لتحسين إدارة الموارد المائية وحماية البيئة، بالإضافة إلى الطاقة المتجددة، حيث يفترض أن تتعاون الجامعتان في مجال تطوير مصادر جديدة للطاقة المتجددة، وكذا الأمن السيبراني، من خلال تبادل الخبرات والتعاون في مجال مكافحة التهديدات السيبرانية، إضافة إلى الذكاء الاصطناعي، والصحة والمهن الطبية.
هشام الهبطي ترأس بتاريخ 05 أبريل من سنة 2022، وفدا من الجامعة التي يترأسها، في زيارة لأربع جامعات في إسرائيل، تربطها بها اتفاقيات شراكة وتعاون، وفق ما نشرته المنصة الرسمية ل UM6P، وأضاف ذات المصدر أن هذه الزيارة “أدت أيضًا إلى إنجاز برنامج سيتم إطلاقه الصيف المقبل مع بدء مدارس الصيف، لصالح طلاب البلدين، من أجل تعميق معرفتهم في مجالات الزراعة، الاستدامة والصحة”.
ما ذكر هو غيض من فيض من الاتفاقيات والبرامج المشتركة التي أطلقتها جامعة محمد السادس المتعددة التخصصات، تحت رئاسة هشام الهبطي، الذي ذكر مقال نشر على موقع مجلة “دي ناتشر”، تحت عنوان “صراع إسرائيل – حماس: أصوات العلماء على خط المواجهة”، أنه “من أوائل من تواصلوا مع دانيال شاموفيتز، رئيس جامعة بن غوريون، للتعبير عن حزنه وتضامنه بعد هجمات 7 أكتوبر “.
وأضاف ذات المقال، الذي وقعته “جوزي غلاوزيوس”، وهي صحفية تكتب عن العلوم والبيئة لمجلات مثل “نيتشر” و “ناشونال جيوغرافيك” و “ساينتفك أمريكان مايند”، بالإضافة إلى صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أنه “لمدة عامين، تعاونت الجامعتان على مشاريع تتعلق بالاستدامة وتغير المناخ في إطار اتفاقيات إبراهيم لعام 2020، التي بدأت فيها إسرائيل وبعض الدول العربية المجاورة بتطبيع العلاقات، وسافرت وفود من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس ذهابًا وإيابًا بين جامعة بن غوريون و UM6P، مُطلقين برامج بحثية في مجالات الزراعة والمياه والطاقة واستعادة الأراضي”
مسار التطبيع على المستوى الجامعي أضفى عليه طابعه الرسمي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف الميراوي إثر استقباله بتاريخ 26 ماي 2022، لوريت فركاش هكوهين، وزيرة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا الإسرائيلية، حيث وقع الميراوي على مذكرة تفاهم في مجال البحث العلمي والتكنولوجيا.
وذكرت منصة الوزارة أنها “تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومد جسور التعاون بين المؤسسات الجامعية المغربية ونظيراتها الإسرائيلية في ما يتعلق بالتعاون العلمي والتكنولوجيا، إضافة إلى تطوير برامج بحثية مشتركة في المجالات ذات الأولوية بالنسبة للبلدين”.
وأكد الميراوي في كلمة له بالمناسبة على “أهمية هذه المذكرة في الدفع قدما بعلاقات التعاون الثنائي في ميدان البحث العلمي والابتكار، من خلال تحفيز التقارب بين المؤسسات الجامعية بكلا البلدين، وتبادل الخبرات والتجارب، فضلا عن تشجيع حركية الطلبة والباحثين”.
جامعة الرباط الدولية –المتواجدة بمدينة سلا-(UIR) بدورها وقعت مذكرة تفاهم مع جامعة بن غوريون في النقب (UBG) في إسرائيل “للتعاون في دراسة تراث وثقافة اليهود المغاربة”، بالإضافة إلى التعاون في مجالات البحث والتدريس.
وذكرت منصة الجامعة الدولية بالرباط، في 18 شتنبر 2021، نقلا عن موقع “Jewish News Syndicate” (jns.org) الاسرائيلي، أنه وفقا للاتفاقية “سيتم التركيز على التراث الثقافي لليهود المغاربة، وكذلك على المصير المشترك لليهود والمسلمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA)”.
وأشار المصدر نفسه إلى أن الأنشطة المشتركة بين الجامعتين ستشمل “شعوب منطقة MENA” في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية والطبيعية والصحة، وقال دوغ سيسرمان، المدير العام لـ “Americans for Ben Gurion University” “من المثير للاهتمام بشكل خاص ملاحظة أن هذا التعاون التاريخي بين جامعة بن غوريون وجامعة الرباط الدولية، سيغوص في التاريخ الطويل للشعب اليهودي في المغرب، الذي يعود إلى أكثر من ألفي عام”. وأضاف: “سوف تؤدي هذا الشراكة المميزة بلا شك إلى تقدم كبير في الدراسات المتعلقة بالشرق الأوسط وما بعده”.
وفي وقت لاحق أعلنت الجامعة الدولية بالرباط عن “توقيع مذكرة تفاهم بين رئيس الجامعة (UIR)، ورئيس مجلس إدارة “إسرائيل لصناعات الطيران” (IAI)، إيتان إيشيل، لإنشاء مركز تميز في مجال الطيران والذكاء الاصطناعي (AI) في حرم الجامعة الدولية للرباط (UIR)”.
نشرت منصة الجامعة الأرومتوسطية بفاس (UEMF)، بتاريخ 16 يناير 2023، أن وفدا عنها، ضمّ رئيس الجامعة مصطفى بوسمن، ومديرة مدرسة الهندسة الرقمية والذكاء الاصطناعي مها غميرة، ومديرة الشراكات والابتكار غادة بوحل، زار إسرائيل “لتعزيز الشراكة الأكاديمية مع جامعة تل أبيب، وجامعة شنكار، وجامعة القدس العبرية”.
وأضاف ذات المصدر أن الوفد تم “استقباله من قبل شخصيات إسرائيلية رفيعة المستوى، بما في ذلك ابن الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، والوزير السابق من أصل مغربي رافي إيدري، بحضور عبد الرحيم بيوض، رئيس مكتب الاتصال للمملكة المغربية في تل أبيب”.
وأوضح المصدر أن الشراكة التي تم توقيعها “تتركز حول الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والتكنولوجيا الحيوية، والزراعة الدقيقة، وقضية المياه”، مضيفا أن “عشرة طلاب من الجامعة الأورمتوسطية بفاس، من المرتقب أن يسافروا إلى إسرائيل، قبل استقبال الطلاب الإسرائيليين في الجامعة خلال ذات العام. كما تضمنت الرشاكة أن يقوم أساتذة باحثون وطلاب دكتوراه برحلات متبادلة مع إقامات بين جامعة محمد السادس للتعليم العالي بفاس، والجامعات الإسرائيلية الشريكة.
وأضاف البلاغ الذي نشر على منصة الجامعة أن “هذه الشراكة تعزز التزامنا بالبحث التطبيقي والابتكار ونقل المعرفة في مجالات الطيران. بفضل هذا التعاون، وبرئاسة وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، نحن عازمون على دفع الحدود وتشكيل مستقبل هذه الصناعات المزدهرة.
توقيع جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، لأول اتفاق مع جامعة إسرائيلية، خلف في آنه، غضبا كبيرا بين أساتذة التعليم العالي، في الجامعة، متهمين الواقفين وراء هذا التوقيع بعدم أخذ رأي هيئات الجامعة.
وكان المكتب الجهوي للنقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي بجامعة عبد المالک السعدي، قد قال، في بيان أصدره بالمناسبة، بتاريخ 16 شتنبر 2022، “إن هذه المبادرة خلفت استياء عميقا لدى جميع أساتذة الجامعة الذين اطلعوا على هذا الخبر”، والتي تمت حسب البيان “دون رجوع رئاسة الجامعة إلى هياكلها ودون استشارة شركائها”.
وعلى إثر هذا الحدث، أعلن الأساتذة، عبر بيان أصدره المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي في جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، عن “مقاطعة كل أشكال ومحاولات الاختراق الصهيوني للنسيج المغربي، لتمرير أجندة صهيونية تحت غطاء التسامح والمشاركة العلمية “، مستنكرين ما وصفوه بـ “إقحام مؤسسات التعليم العالي في متاهة التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني الغاصب تحت مسميات الشراكة والتعاون في ميادين علمية يتقنها الأساتذة الباحثون المغاربة “.
الأساتذة اعتبروا، آنذاك أن استقبال رئيس الجامعة بوشتى المومني لنظرائه «الإسرائيليين» لا يعني سوى الرئيس وحده، ولا يمثل الأساتذة الباحثين، داعين كل الأساتذة في مختلف مؤسسات الجامعات المغربية إلى “التصدي لكل الفعاليات والمبادرات التطبيعية التي تستهدف اختراق الجامعة المغربية ومؤسسات التعليم العالي، وتدنيس حرمها، وتلويث سمعتها، بهدف النيل من صمودها وكسر مناعتها التاريخية”، مؤكدين “أن القضية الفلسطينية ستبقى حية في ضمير الجامعة والجامعيين وكل المغاربة”، حسب تعبير البيان.
موقف أساتذة جامعة تطوان لم يكن الأول من طرف أساتذة التعليم العالي في المغرب، حيث سبق للمكتب الوطني للنقابة المغربية للتعليم العالي، أن قال في بلاغ أصدره، إنه “يستنكر إقدام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار على إقحام مؤسسات التعليم العالي في محافل التطبيع مع الكيان الصهيوني تحت مسميات الشراكة الأكاديمية والبحثية”.
واعتبرت النقابة، أن استقبال الميراوي لنظيرته الإسرائيلية “لا يعني سوى الوزير وحده، ولا يمثل الأساتذة الباحثين”، داعية الأساتذة المنضوين تحت لوائها في مختلف الجامعات المغربية إلى “التصدي لكل الفعاليات والمبادرات التطبيعية التي تستهدف اختراق الجامعة المغربية ومؤسسات التعليم العالي، وتدنيس حَرَمها، وتلويث سمعتها، بهدف النيل من صمودها وكسر مناعتها التاريخية”.
بدورها كانت الجامعة الوطنية للتعليم -التوجه الديمقراطي- قد راسلت وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بتاريخ 13 يونيو 2022، للتعبير عن رفضها لأي شكل من أشكال “التطبيع مع الكيان الصهيوني الاستعماري العنصري” ورافضها ل”توقيع أية اتفاقية تعاون معه”، وذلك إثر استقبال عبد اللطيف الميراوي، لوزيرة العلوم والتكنولوجيا والفضاء الإسرائيلية، وتوقيعه معها على مذكرة تفاهم في مجال البحث العلمي والتكنولوجيا.
وأشارت النقابة التعليمية في ذات المراسلة إلى أنه “في الوقت الذي نجد فيه جامعات ومعاهد عليا مرموقة ومتألقة عبر العالم تقاطع الكيان الصهيوني، وتتحفظ على التعاون والتبادل الأكاديمي والعلمي معه، بعيدا عن كل الحسابات السياسية الضيقة والمصالح الأنية، بل انطلاقا من أسس أخلاقية وقيمية ومبدئية، وبحكم أن هذا الكيان قائم على الاحتلال والاستعمار والاستيطان والاغتصاب والتمييز العنصري، نجدكم، مع الأسف في منحى تصاعدي المسلسل التطبيع التعليمي مع هذا الكيان”، حسب تعبير البيان.
واعتبرت النقابة “الخطوة استفزازية انتهاكية لمشاعر الشعب المغربي، وخطيرة تستهدف اختراق الجامعة المغربية والتعليم العالي تحت عنوان الشراكة الأكاديمية والبحثية”، واتهمت وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بـ “التضحية بالجامعة المغربية وتقديمها قربانا لدولة الأبارتهايد والاحتلال الإسرائيلي”، وأضافت في خطاب موجه للوزير “وبهذا فتحتم الباب بمصراعيه للتغلغل الصهيوني، في اتجاه تخريب عقول بنات وأبناء شعبنا، وبالأخص الطلبة والطالبات وتزييف الحقائق والوقائع حول الصهيونية، ومحاولة للنيل من إحدى قلاع مناهضة التطبيع مع الصهيونية وإخضاع الجامعيين طلبة وأساتذة، عبر اعتماد أخطر أشكال التطبيع، وهو التطبيع التربوي والأكاديمي والبحث العلمي والتكنولوجي”.
وأضافت النقابة في ذات المراسلة “إن اتفاقية التعاون المبرمة مع هذا الكيان الاستعماري العنصري، لا تعني الشعب المغربي بأي شكل من الأشكال، ولا تمثل لا الأساتذة الجامعيين ولا الطلبة، إن موقفهم واضح من التطبيع الخياني مع هذا الكيان الاستعماري العنصري، ولا مجال لعمليات غسل الدماغ عبر الترويج لمفاهيم “السلام” و”التسامح” و”التعاون”… مع كيان لا يتوانى في جرائم القتل والفصل العنصري والتطهير العرقي وتزوير التاريخ و تهويد المعالم التاريخية لفلسطين ولشعبها”، وأكدت النقابة على “رفضها المطلق لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الاستعماري العنصري”.
في التاسع من ماي الماضي، نشرت على موقع “التغيير” https://www.change.org/ المخصص للعرائض الالكترونية، بتوقيع من “مغاربة من أجل فلسطين”، عريضة احتجاجية عاجلة، تدعو إلى إنهاء التعاون مع الجامعات والشركات الإسرائيلية، بلغ عدد الموقعين، إلى حدود تاريخ اطلاعنا عليها (يوم 01 يونيو 2024) 792 شخصا.
وورد في نص العريضة أنه “بعد الفظائع الأخيرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية، بما في ذلك مقتل أكثر من 34,000 فلسطيني، من بينهم 14,500 طفل، وإصابة 78,000 آخرين، وصلت الأزمة في غزة إلى مرحلة حرجة”، مضيفة أنه “في الوقت الحالي، يعاني 1.7 مليون مدني، 600,000 منهم أطفال، من ظروف قاسية تفاقمت بسبب العنف في رفح. تُشير تقارير اليونيسيف إلى انتشار الضعف، بما في ذلك الإعاقات وسوء التغذية والأمراض”.
وأشارت العريضة إلى أن “الاتفاقيات التي تعقدها جامعة محمد السادس المتعددة التخصصات مع الجامعات والشركات الإسرائيلية تُثير تداعيات عميقة على مجتمعها وقيمها”، مضيفة أنه “بينما يُفترض أن تكون هذه الشراكات موجهة نحو التقدم الأكاديمي، فإنها تُمكن بشكل مباشر وتُشرعن انتهاكات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، مما يُضر بسمعة UM6P والمبادئ التي يجب أن تسعى إلى تأكيدها”.
وأضاف نص العريضة: “إن استمرار هذه الاتفاقيات يبعث رسالة تفيد بأن الربح والتقدم الأكاديمي يُعطيان الأولوية على كرامة الإنسان الأساسية واحترام القانون الدولي”، ودعت العريضة جميع طلاب UM6P وأعضاء هيئة التدريس والموظفين، وكذلك المجتمع، لتوقيع العريضة والتصويت على انسحاب UM6P من جميع الاتفاقيات مع الكيانات الإسرائيلية، بما في ذلك الجامعات والشركات”