الرئيسية

من أجل “إحراز تقدم” بالعملية السياسية.. دي ميستورا يزور الصحراء للمرة الأولى

كانت آخر مرة حاول فيها دي ميستورا زيارة الصحراء، سنة 2022، واضطر إلى إلغاء الزيارة بسبب رفض المغرب، ووفقا للأمم المتحدة، فإن المبعوث الخاص "يتطلع إلى مواصلة تعميق المشاورات مع جميع أصحاب المصلحة حول آفاق الدفع البناء بالعملية السياسية في الصحراء".

“هوامش” 

وصل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، يوم أمس الإثنين إلى العيون، كبرى حواضر المنطقة المتنازع عليها، للمرة الأولى منذ توليه منصبه نهاية عام 2021. 

وعلى الرغم من عدم الكشف عن جدول أعماله، فإن دي ميستورا يقوم  بـ”زيارات إلى المنطقة واجتماعات تسعى إلى إشراك جميع الأطراف المعنية قبل نشر تقرير الأمين العام إلى مجلس الأمن في أكتوبر المقبل”، بحسب بيان المنظمة الأممية.

لقاءات ومشاورات 

كانت آخر مرة حاول فيها دي ميستورا زيارة الصحراء، سنة 2022، واضطر إلى إلغاء الزيارة بسبب رفض المغرب، ووفقا للأمم المتحدة، فإن المبعوث الخاص “يتطلع إلى مواصلة تعميق المشاورات مع جميع أصحاب المصلحة حول آفاق الدفع البناء بالعملية السياسية في الصحراء الغربية”.

وقبل صعوده بالطائرة إلى العيون، التقى دي ميستورا بالرباط مع ممثل المغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال.

علاوة على ذلك، حسب مصادر مغربية، يخطط الدبلوماسي الأممي بعد رحلته، للقاء في الرباط مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.

وقالت مصادر “هوامش” من العيون، أن دي ميستورا، التقى أمس الإثنين في حفل عشاء بـ”والي العيون ومنتخبي جهة العيون الساقية الحمراء، ورؤساء المجالس المحلية، وبرلمانيين من أقاليم العيون وبوجدور والسمارة وطرفاية”.

والتقى ستافان دي ميستورا، مع نشطاء حقوقيين صحراويين مناصرين للانفصال، قبل أن ينتقل إلى مقر “اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان”، العيون الساقية الحمراء، الذي عقد به اجتماعا مع رئيسها وأعضائها.

ويواصل المبعوث الأممي رحلته غدا الأربعاء إلى مدينة الداخلة، ومن المقرر أن يجتمع مع السلطات المحلية، وشيوخ القبائل، ورؤساء المجالس المنتخبة.

وفي مناسبات أخرى، قام الممثل أيضا بإدراج موريتانيا، والجزائر، ومخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف، ضمن جولاته للمنطقة، رغم أنه لم يؤكد حتى الآن أيا من هذه الرحلات. 

وفي أكتوبر المقبل، سيتعين على دي ميستورا أن يقدم تقريره إلى مجلس الأمن الدولي حول وضع بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو).

انتقادات جبهة البوليساريو

وصفت جبهة البوليساريو الوضع بالصحراء أنه “غير طبيعي”، حيث يحتاج مبعوثو الأمم المتحدة إلى موافقة المغرب لزيارة الصحراء.

وأشارت المنظمة التي تدافع عن الانفصال عن المغرب، في بيان لها، إلى أنه تم “تشديد الحصار العسكري المفروض على المدن الصحراوية المحتلة، ونشر المزيد من قوات الشرطة والأمن في العديد من المدن الصحراوية خلال الزيارة”.

وتأتي هذه الجولة التي يقوم بها دي ميستورا بعد أيام قليلة من زيارة رئيس الدبلوماسية الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جوشوا هاريس، لمخيمات اللاجئين في تندوف واجتماعه مع الأمين العام لجبهة البوليساريو،إبراهيم غالي.

وأعرب خلال لقائهما عن دعمه لـ”العملية السياسية للأمم المتحدة”، والتزامه بإيجاد “حل دائم وكريم لشعب الصحراءالغربية”، بحسب تغريدة نشرت على شبكة التواصل الاجتماعي “X”، المعروفة سابقا باسم “تويتر”.

زيارة في سياق ضربات “الدرون”

بعيدًا عن المستوى الدبلوماسي، أعلنت جبهة البوليساريو في عام 2020 تعليق اتفاق وقف إطلاق النار وأعلنت الحرب على المغرب، ومنذ تلك اللحظة تقول البوليساريو أنها هاجمت “الجدار المغربي الذي يقسم هذه الأراضي إلى قسمين”في عدة مناسبات، وهو الأمر الذي لم تعلق عليه الرباط رسميًا إلى حدود اللحظة.

وعلى وجه التحديد، في نهاية الأسبوع الماضي، قُتل أربعة مقاتلين من البوليساريو، من بينهم قائد عسكري، في شمال الصحراء الغربية، أثناء القتال ضد الجيش المغربي، كما قالت البوليساريو في بيان لها.

وبحسب الصحافة المغربية، التي نقلت هذا الخبر أيضًا، فقد قُتل المقاتلون بعد أن أسقطتهم طائرة مغربية بدون طيار في”محاولة تسلل فاشلة” نحو الجدار المغربي.

زيارة محاطة بالتكتم 

يتولى ستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، منصبه منذ عامين تقريبا، ولم يتمكن قبل هذه المرة من وضع قدمه في المنطقة المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو، وهو صراع يجب الوساطة فيه. وأمس الاثنين، وطئت قدماه مدينة العيون أخيرا، لكن في ظروف غير مسبوقة.

ولم تعلن الأمم المتحدة رسميًا عن زيارته الأولى للمنطقة، إلى أن هبطت طائرة دي ميستورا في العيون، حيث أكدت الأمم المتحدة الجولة في المنطقة، وقبلها نفى ذلك المتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك، بعد ظهر الجمعة في نيويورك، على الرغم من أنه تم الاتفاق على الزيارة بالفعل.

وطالب المغرب الأمم المتحدة بالتزام الصمت بشأن الرحلة الرسمية لأحد كبار مسؤوليها، بحسب ما أفاد به مصدر مطلع على الرحلة. 

ويضيف المصدر أنه لو تم الإعلان عن ذلك مسبقًا، “فسيكون لدى الصحراويين المؤيدين للاستقلال المزيد من الوقت لتنظيم احتجاجاتهم”.

ومع ذلك، في العيون كانت هناك بالفعل علامات واضحة على قرب الزيارة، كما قال ناشط صحراوي لـ”هوامش”.

وأضاف الناشط أن “جميع النشطاء يخضعون لمراقبة الشرطة أكثر من أي وقت مضى”.

ووفق مصادر متعددة، تم تعزيز تواجد الشرطة في العيون، وقال الناشط والصحفي المغربي، محمد اليوسفي عبر حسابه الشخصي على “فيسبوك”، “بعد وصول دي ميستورا، تطويق أمني رهيب لمدينة العيون واستعانة الأجهزة لأول مرة بفرق نساء، وأنباء عن محاولات تجسيد وقفات احتجاجية لموالين للجبهة لكنها تجهض قبل بدايتها”.

وجاء في البيان الذي أصدرته الأمم المتحدة لدى هبوط طائرته، أن دي ميستورا “يتطلع إلى القيام بجولة في المنطقة وعقد لقاءات مع كافة الأطراف المعنية”.

من جانبها، طالبت جبهة البوليساريو دي ميستورا، في بيان لها، بواجبات ليست في متناوله، “يجب أن يكون شاهدا مباشرا على أوضاع المعتقلين والسجناء السياسيين الصحراويين داخل سجون دولة الاحتلال المغربي، وعلى التعذيب الذي يتعرضون له، والممارسات المهينة، والعمل على ضمان إطلاق سراحهم الفوري وغير المشروط”.

وسبق أن سافر دي ميستورا إلى المنطقة في يوليوز 2022، لكن في تلك المناسبة لم تسمح له السلطات المغربية بالسفرإلى المنطقة الخاضعة لسيطرتها من الصحراء، لأنه لم يقبل كل الشروط.

إقرأوا أيضاً:

من نفس المنطقة:

magnifiercrosschevron-down linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram