الرئيسية

آيت القايد.. صوت الهامش الذي لم يُسمع منذ 20 سنة

بصوت رخيم ينفذ إلى القلوب، كان فؤاد أيت القايد يتحدث إلى مستمعيه كل ليلة إلى حدود منتصف التسعينيات عبر برنامجه الشهير “سمير الليل”. الكثير من شباب هذه الأيام لم يسمع صوت فؤاد أيت القايد، ولم يعرف شيئا عن برنامجه الذي اشتهر في التسعينيات، بعد أن عرفوا “سمير ليل” آخر بمقدم آخر، لكنه غير ذلك البرنامج […]

بصوت رخيم ينفذ إلى القلوب، كان فؤاد أيت القايد يتحدث إلى مستمعيه كل ليلة إلى حدود منتصف التسعينيات عبر برنامجه الشهير “سمير الليل”. الكثير من شباب هذه الأيام لم يسمع صوت فؤاد أيت القايد، ولم يعرف شيئا عن برنامجه الذي اشتهر في التسعينيات، بعد أن عرفوا “سمير ليل” آخر بمقدم آخر، لكنه غير ذلك البرنامج الذي كان يؤنس ليل عشاق الإذاعة الوطنية قبل ما يربو عن ثلاثة عقود. فالرجل خرج ولم يعد، وتبقى قصته من بين أغرب قصص الاختفاء التي لم يُحقق فيها، سواءٌ كان الاختفاء قسريا أو اختياريا.

من هو فؤاد أيت القايد؟

لم يكن الرجل شخصا نكرة في درعة، فهو سليل عائلة حكمت درعة لعقود طويلة. هو فؤاد أحمد ابن الشافعي ابن القائد محمد بن عبد الرحمان التمنوڭالي. جده هو قائد مزكيطة محمد بن عبد الرحمان الذي حكم درعة بين 1904 و1915.
من عائلة مكونة من ثلاثة أولاد وثلاث بنات، ولد فؤاد أحمد أيت القايد بتامنوڭالت نواحي أكذز سنة 1957، من والده محمد الشافعي الرجل الثري، وحيد القائد الذي ورث عن والده حقولا شاسعة وبنايات وأراض كثيرة وقيم نبيلة أيضا..
بحكم اهتمام الوالد بالتعليم فقد قرر مغادرة قريته من أجل أن يتمكن أولاده من متابعة دراستهم في الدار البيضاء.
حصل فؤاد أحمد على الباكالوريا سنة 1979 بثانوية ابن تومرت بالدار البيضاء، والتحق بمعهد الإعلام بالرباط الذي تخرج منه سنة 1983. سنة بعد ذلك التحق بالإذاعة الوطنية لتقديم برنامج سمير الليل، وهو برنامج للسمر والثقافة والموسيقى استطاع التربع على عرش البرامج الأكثر استماعا وشهرة لسنوات، إذ حاز معده ومقدمه فؤاد أيت القايد جوائز عنه سنة 1993.

اختفاء قسري أم اختياري؟

بحسب مقربين منه، فقد واجه مشاكل في عمله بعد نجاحه الباهر وشهرته التي بدأ ينافس بها كبار الإذاعيين، لدرجة أنه تم إلحاقه بأرشيف الإذاعة. وبعد توقيف راتبه وتزايد ضغوطات الحياة والأسرة، قرر سنة 1998 السفر نحو ليبيا للعمل الإذاعي والبحث عن آفاق رحبة، وهناك في ليبيا قضى سنتين رفقة زوجته وابنيه لمياء ومحمد، ليقرر مغادرة ليبيا كذلك في أبريل من سنة 2000.
ومنذ 20 سنة لم يظهر له أثر، وبقي والده محمد الشافعي ينتظر أن يسمع صوته مرة أخرى، يطرق بابا وينتظر الجواب، إلى حدود 2012 حيث راسل مرة أخرى مختلف وزراء الحكومة لمساعدته في معرفة مصير ابنه الذي كان يشتغل في الإذاعة الوطنية بالرباط، ثم غادر المغرب نحو ليبيا، راسل كل من وزير الداخلية امحند العنصر وقتها، ووزير العدل والحريات مصطفى الرميد، ووزير الخارجية سعد الدين العثماني، ومجلس حقوق الإنسان، يطالب عبر مراسلاته من الدولة المغربية تفعيل البحث عن ابنه الذي غادر المغرب نحو ليبيا، مقدما رقم جواز سفره، ورقم بطاقته الوطنية وكل المعلومات الرسمية التي تخصه. لكنه لم يتلق أي جواب، وظل لسنوات يتشبث بأمل خادع في يوم يرى فيه فلذة كبده إلى أن وافته المنية (محمد الشافعي)، في 3 يوليوز 2016 وفي قلبه غصة ابن لم يعرف كيف كانت نهايته.

فقدان الأمل

“قبل سنوات انتعش أمل العائلة في معرفة مصير فؤاد، خاصة بعد الحديث عنه في الإعلام لكن فقدان الأمل بدأ بوفاة والده سي محمد الشافعي رحمه الله”، يقول مبارك أيت القايد، ثم يضيف “ما يثيرني شخصيا هو وجود برنامج بنفس اسم سمير الليل يقدمه مذيع آخر، وكنت دائما أريد أن أعرف موقفه من اختفاء فؤاد أيت القايد، وهل هناك من يتصل به ليسأله عن فؤاد، وهل لديه علاقة بفؤاد”.
ويستطرد مبارك أيت القايد وهو من أقرباء هذا الإذاعي المختفي “كنا كذلك وما نزال ننتظر مبادرات من طرف المجتمع المدني بالجنوب الشرقي ومن زملائه الصحافيين والإذاعيين محليا ووطنيا، من أجل إذاعي معروف من درعة اسمه فؤاد أيت القايد”.

إقرأوا أيضاً:

من نفس المنطقة:

magnifiercrosschevron-down linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram