الرئيسية

أين أبناؤنا؟.. صرخة أمهات المهاجرين المغاربة المختفين

تحمل بشرى، صورة ابنتها المختفية للمطالبةً بتدخل الدولة المغربية لمعرفة مصيرها، وإلى جانبها أمام مقر مصلحة الشؤون القنصلية التابعة لوزراة الخارجية، بـ"باب الأحد" في العاصمة الرباط، يعرض نحو أربعين أبًا وأمًا صور سعد وزهير ويحيى وهيثم وأيوب وأكثر من 50 شابًا آخرين.

هوامش”/ الرباط

أصحاب هذه الصور التي تتصدر الوقفة أمام المؤسسة الرسمية، هم شباب غادروا المغرب، عن طريق الهجرة غير النظامية، في محاولة للوصول إلى أوروبا، لكنهم مثل آخرين، اختفوا ولم يعلم مصيرهم.

وقررت العائلات التظاهر، الخميس الماضي، بعد أن نفذ صبرها، وأقدمت على هذه الخطوة للمطالبة بتحرك الدولة من أجل الكشف عن مصير أبنائها.

“ابنتي غادرت منذ عام وأربعة أشهر، عبر الحدود مع الجزائر، ومنذ ذلك الحين لم أسمع أي أخبار عنها”، تقول بشرى.

وقطعت هذه المرأة من مدينة وجدة أكثر من 500 كيلومتر إلى الرباط، للتظاهر إلى جانب العائلات الأخرى، ضمن “تنسيقية أسر وعائلات الشباب المفقودين المغاربة المرشحين للهجرة”.

وأوضحت بشرى، أنها وأسرتها منذ اختفاء ابنتها بذلوا قصارى جهدهم للعثور عليها، حتى أنها وفق قولها، تعرضت لحادث سير في إحدى الرحلات العديدة التي قدمت فيها إلى العاصمة لطلب المساعدة على معرفة مصير ابنتها اليتيمة.

وتقول هذه الأم إنها ذهبت إلى وزارة الخارجية عدة مرات، لكنها لم تتمكن من تحديد مكان ابنتها؛ وعلى الضفة الأخرى للمتوسط، بحثت شقيقتها التي تعيش في إسبانيا، لكنها لم تجد أثرا يقود إلى مكانها، فيما أكدت لها السلطات الإسبانية أن اسمها لم يرد في أي سجل رسمي مما يعني أنها لم تدخل البلاد.

بشرى أيضًا لا تعتقد أن ابنتها في إسبانيا، “أنا متأكدة من أنها مسجونة في الجزائر مع مغاربة آخرين”، تقول الأم المكلومة.

“المغرب لا يتحدث عن أبنائنا الذين غادروا سعيًا وراء حلم بحياة أفضل… غادروا للبحث عن مستقبل”، تشرح بشرى، مضيفةً “أنا لم أكن لأوافق على مغادرة ابنتي، ولكنها ذهبت دون علمي”.

وتندد هاته الأمهات بعدم تلقيهن أي رد على دعوى الاختفاء التي قدمنها، كما لم يتمكنَّ من التحدث مع أي ممثل للوزارة خلال المظاهرة. 

وتذهب انتقاداتهن إلى أبعد من ذلك، إذ يحملن أوروبا مسؤولية نظام الحدود والتأشيرات، الذي يجعل الهجرة بشكل قانوني وآمن أقرب إلى المستحيل، مما يدفع بالشباب إلى ركوب المغامرة.

وتوضح فاطمة وهبي، إحدى الناشطات في التنسيقية، أن هذه المنظمة تلقت ما يناهز 800 ملف عن مهاجرين مغاربة مفقودين في السنوات العشر الماضية، وأن العديد من العائلات التي تبحث عن أبنائها تواصل طرق الأبواب.

“اختفى الكثيرون في البحر، في محاولة للوصول إلى إسبانيا، ولكن أيضًا في الجزائر وليبيا، وحتى على طريق البلقان… لقد فقدوا الاتصال بهم ويريدون معرفة مكانهم وما إذا كانوا أحياءً أو أمواتًا”، تقول وهبي.

وأصبح يأس هذه العائلات مصدر دخل للجماعات الإجرامية أو المافيا التي تتصل بها، وتطلب مبالغ مالية مهمة مقابل الكشف عن مصير أبنائها أو تقديم معلومات عنهم.

ويأسف حسن عماري، منسق “جمعية مساعدة المهاجرين في وضعية صعبة” لـ”استغلال هذه الجماعات لهشاشة وأمل هؤلاء الآباء والأمهات”.

ويقول إن إحدى أكثر الوظائف تعقيدًا هي “توعية العائلات بهذه الحيل ومحاولة مرافقتهم”.

وتخبرهم هذه الجماعات الإجرامية، التي غالبًا ما تتواصل مع العائلات عبر الشبكات الاجتماعية، أنها تحتجز أبناءها وتطالب بفدية من أجل إطلاق سراحهم، أو مقابل إرسال جثت موتى إلى أرض الوطن، ولا يخلو الأمر دائما من التهديد.

وأوضح عماري أن الجمعية التي ينشط فيها، ساعدت إلى الآن “على إعادة ما يقارب 300 مهاجر مغربي من السجون الجزائرية، إضافة إلى نحو عشرين جثة لأشخاص فقدوا حياتهم على الحدود بين البلدين”.

وأكد المتحدث أن الجمعية تمكنت من ذلك بفضل التعاون دون دفع أي فديةمبديا أسفه لأجل الكثير من الأشخاص الذين لم يتمكنوا من تحديد مكانهم.

إقرأوا أيضاً:

من نفس المنطقة:

magnifiercrosschevron-down linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram