الرئيسية

حوار : بعد تعرضه لـ”محاولة قتل” الناشط يوسف الحيرش يكشف لـ” هوامش” تفاصيل الاعتداء (صور وفيديو حصري) 

في حادثة خطيرة، تعرض الناشط الحقوقي يوسف الحريش، لاعتداء عنيف باستعمال السلاح الأبيض قرب منزله الكائن بقصبة المهدية يوم 9 ماي 2022. وفي أول خروج إعلامي له حول الحادث يحكي لنا  في هذا الحوار تفاصيل وخلفيات هذا الاعتداء الذي يعتبره "محاولة اغتيال" بسبب كتاباته ونشاطه.

هوامش

هل يمكن أن تحكي لنا  تفاصيل الحادث؟

خرجت من بيتنا، المتواجد في حي هادئ وراق نسبيا بقصبة المهدية، متجها الى البقالة. وبينما كنت عائدا، لفت نظري، قدوم شابين من الناحية المقابلة في زقاق هادئ خال من حركة المرور ومن الناس. لمحت الشابين قادمان، فحاولت العبور إلى الجهة المقابلة من الطريق. مرا من أمامي، وأكملت المشي، لكني أحسست أن هناك خطبا ما. نظرت خلفي فشاهدتهما يخرجان أسلحة بيضاء من حقائبهما. في لمح البصر انهالا عليّ بالضرب حتى سقطت على الأرض.  

وهل تعتقد أنه مجرد حادث عرضي أو محاولة قتل ؟ 

أعتقد أن المعتديين درسا المكان جيدا لأن الحي يكون خاليا تماما في هذا الوقت. لقد حاولا اغتيالي ولم يسرقا مني أي شيء. أعتقد أنني تعرضت لمحاولة تصفية، لولا القليل من الحظ [لكنت في عداد الموتى].. 

فيديو حصري لمكان وقوع الحادث

ما هي الأسلحة التي استعملها الشخصان؟ 

واحد منها يحمل هراوة ضخمة وصلبة من “الكاوتشو”، والثاني يحمل سيفا متوسط الحجم. انهالا  بالضرب على رأسي. انحنيت لأسلم من الضرب المبرح، وحاولت الهرب لكنهما استمرا في ضربي، حتى سقطت على الأرض. لم استوعب ما كان يحدث لي إلى ان تلقيت ضربة سيف على رأسي، وبدأت أنزف. سمعت صراخ امرأة من شرفة منزلها، بعد أن سمعت صرخاتي. ما أن سمعا الصراخ حتى لاذ المعتديان بالفرار. قبل ذلك عاد أحدهما إلى مكان الحقيبة وحملها، وفرّا من الإتجاه الذي قدما منه. 

هل كانا اثنين فقط ؟ 

كنت ساقطا على الأرض وسط دمائي. فيما بعد توصلت بمعلومات  تقول بأن الشرطة تقوم بتمشيط المكان، وتستعين أيضا بكاميرات مثبتة في الحي للتأكد من المعلومات وإجراء البحث. 

ماذا حدث بعدها ؟ 

بعدها توجهت إلى المستشفى وقمت بخياطة الجرح الغائر على مستوى الرأس، وأجريت بعض الفحوصات. 

وما الذي كشفت عنه الفحوصات؟

أكدت المعاينة أني تلقيت إصابتين على مستوى الرأس، واحدة  كانت سطحية لأنه لم يسدد الضربة بشكل جيد، أما الضربة الثانية فهي غائرة  اضطررت لخياطتها بـ18 قطب (“غرزة”). أصبت أيضا إصابة في الركبة، وإصابة بالسيف على مستوى الظهر، لم يتحكم فيها جيدا وإلا كنت الآن في عداد الموتى، هذا بالإضافة إلى إصابة في أسفل الظهر. 

الإصابة على مستوى الرأس

هل تعرفت على الجناة ؟ 

لقد هاجماني من الخلف وأعتقد أنهما تعمدا ذلك كي لا أتعرف عليهما، لكني استطعت أن ألمح وجه أحدهما ويمكنني التعرف  عليه إن قابلته. 

من تعتقد أنه وراء الحادث؟

لا يمكن أن أخوض في  اتهام أي جهة، مازال الموضوع قيد التحقيق، لكن يمكن أن تلاحظ، أني نشرت مؤخرا عددا من التحليلات حول الأوليغارشية والاحتكار، وهناك جهات يزعجها ذلك، وربما تريد إخراس صوتي بأساليب بلطجية. لقد تحدث عن مواضيع استراتيجية سياسية واقتصادية وحقوقية، ويمكن أن تكون جهات أوليغارشية وجهات سرية وراء ذلك، حيث انتقدت إستعمال أدوات الدولة لمصالح شخصية. هذه الجهات تستعمل عدة أساليب لإخراس الأصوات الحرة من بينها اعتقال الصحفيين وفبركة التهم. ولكني أنتظر نتائج التحقيق هو الكفيل بالإجابة على هذا السؤال.

 هل يمكن أن تذكر لنا بعض أهم التدوينات التي نشرتها؟  

أنشر بعض التحليلات على صفحتي منذ أكثر من سنتين، حول الأزمة الألمانية المغربية مثلا. وحول بعض اللوبيات الاقتصادية ومؤسسات اقتصادية وصفقات وشركات خاصة. صفحتي التي يتابعها نشطاء وسياسيون وصحفيون وشباب، كانت منبرا للتعبير عن رأيي بكل حرية. 

هل يمكن أن تقدم لنا نموذجا ؟ 

هناك مواضيع كثيرة نشرتها تباعا على صفحتي من بينها تلك المتعلقة بالمجموعة المصرفية الفرنسية “القرض الفلاحي” التي أعلنت عن توقيع اتفاق يتم بموجبه تفويت حصصها البالغة 78,7% من بنك “مصرف المغرب” إلى مجموعة Holmarcom، و ذلك عن طريق الهولدينغ (Holmarcom Finance Company (HFC و فرعه أطلنطا-سناد للتأمين. وهو الموضوع الذي حاولت أن أقدم فيه بعض الحسابات، معززة بتحليل سياسي واقتصادي. أقوم بتحليلات وأقدم أرائي المعززة بالأرقام في كل المواضيع التي أنشرها.

هل تتهم هذه الجهات بأنها قد تكون وراء الاعتداء؟

لا، لا يمكن أن أتهم أي جهة حتى الآن، لأننا ننتظر نتائج التحقيقات.

هل قمت بأية إجراءات قانونية ؟ 

بعد أن خرجت من المستشفى، توجهت مباشرة لمخفر الشرطة، ووقعت على محاضر. غادرت المخفر حوالي الساعة الثالثة صباحا من اليوم الموالي وكان في انتظاري رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عزيز غالي، الذي أعتبره إنسانا عظيما، واشكره من هذا المنبر.  وأظن أن النيابة العامة تحركت بعد ذلك، ربما بعد أن نشرت على صفحتي صورة لي بعد الاعتداء. 

كيف كان تعامل  الشرطة معك وهل لمست جدية في البحث؟ 

كانت هناك تعبئة جدية من طرف الشرطة،  إذ بحثت بدقة في تسجيلات الفيديو التي وثقتها  كاميرات المنطقة، من أجل إلقاء القبض على هؤلاء المجرمين. كما استمعت الشرطة للشهود، الذين أكدوا في المحاضر أن المجرمين هربا. أظن أن الشرطة لحدود الساعة تقوم بواجبها، حيث أنها تزورني وتسألني عن التطورات.  


إقرأوا أيضاً:

من نفس المنطقة:

magnifiercrosschevron-down linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram