الرئيسية

إهمال مشروع بيئي يتسبب في موت أزيد من 40 ألف شجرة بزاكورة

مشروع بيئي واعد بزاكورة، تم تخصيص له مبالغ كبيرة، وفاز بجائزة وطنية لعبقرية الفكرة بعد غرس 120 ألف شجرة فيما سمي بالحزام الأخضر، تبدو الفكرة منذ بدايتها مبدعة وإلا لما فازت بجائزة الحسن الثاني للبيئة -صنف مبادرات الجماعات الترابية- التي تنظمها كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة كل سنة، لكن الأمور ليست بهذا الجمال، على الأقل الآن. الحزام فقد لونه الحقيقي، وماتت الأشجار في مشروع التهم ملايين الدراهم وتدخل تنفيذه عدة شركاء.


نبهت جمعية أصدقاء البيئة في شريط فيديو توصلت به “هوامش” إلى ما سمته جريمة بيئية بسبب الإهمال الذي تعرض له مشروع الحزام الأخضر بزاكورة الأمر الذي تسبب في موت أزيد من 40 ألف شجرة وهو ما يمثل ثلث الأشجار المغروسة في مشروع الحزام الأخضر نواحي زاكورة.

جريمة بيئية
وقال جمال أقشباب في نفس الشريط إن أزيد من ثلث الأشجار المغروسة قد ماتت بل النصف تقريبا، وليس بسسب العطش بل بسبب الإهمال، ذلك أن المشروع يعتمد على إعادة استعمال المياه العادمة، وهي متوفرة بشكل كافي بزاكورة. وإن ترك هذه الأشجار تموت هو جريمة بيئية لا يجب السكوت عليها.
ونبه أقشباب إلى أن المشروع كلف ملايير السنتيمات، أما عن الجهة التي تتحمل مسؤوليتها فيما سمته جمعية أصدقاء البيئة “جريمة بيئية” بحسب نفس المتحدث فهي “رئيس المجلس الإقليمي لزاكورة، بصفته حامل المشروع، ومنفذه، وقد نبهنا مرارا وتكرارا إلى ضرورة متابعة المشروع، ثم عامل إقليم زاكورة الذي عليه أن يراقب تنفيذ واستمراريته، إذا كان المجلس الإقليمي لم يقم بدوره في مشروع كبير كهذا، فلابد من فتح تحقيق استعجالي. كما طالب بفتح تحقيق للوقوف على أسباب إهمال هذا المشروع البيئي الذي احتضنته ساكنة زاكورة ودافعت عنه لما فيه من أهمية.
فكرة المشروع
الحزام الأخضر بزاكورة مشروع بيئي تم تنفيذه بزاكورة سنة 2019 لغرس 120 ألف شجرة وسقيها بالمياه العادمة التي تتم معالجتها، بعدما كانت هذه المياه تصب في وادي درعة فتلوثه.
ويتكون مـشروع الحزام الأخضر من أربع مكونات أساسية؛ هي التشجير بغرس حوالي 120 ألف شجرة على مساحة 300 هكتار؛ وسقي الأشجار باستعمال المياه المعالجة الصادرة عن محطة التصفية للمياه العادمة؛ واستعمال الطاقة الشمسية لضخ المياه وسقي الأشجار، بالإضافة إلى إحداث منبت لتوفير الشتائل بشكل ذاتي.
الشركاء في المشروع
أما الشركاء المتدخلون في هذا المشروع الذي بدأ سنة 2019 فهم المديرية العامة للجماعات المحلية، الطاقة والمعادن والماء والبيئة، المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، مجلس جهة درعة تافيلالت، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، إضافة إلى المجلس الإقليمي حامل المشروع.
وكان من المنتظر (لولا إهماله) أن يساهم هذا المشروع الذي تم على مساحة 300 هكتار في تعزيز رصيد الإقليم من القطاع الغابوي بخلق فضاء يوفر الحماية للتنوع الاحيائي، والحد من زحف الرمال القادمة من الجهة الجنوبية الغربية، بالإضافة إلى حماية المدينة من تأثيرات الرياح القوية المحملة بالغبار، من خلال المساهمة في تلطيف الجو بالمدينة؛ وكذلك تعزيز رصيد المدينة من المساحات الخضراء وأماكن الترفيه.

ميزانية المشروع
بلغت الميزانية الإجمالية التي تم رصدها لهذا المشروع:46.800.000،00 درهما موزعة على الشركاء كما يلي :
وزارة الطاقة والمعادن والبيئةء قطاع الماء، 20 مليون درهم.
وزارة الداخلية( المديرية العامة للجماعات المحلية، 7 مليون درهم.
مجلس جهة درعة تافيلالت، 5 مليون درهم.
المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، 3،8 مليون درهم.
وزارة الداخلية ( مديرية الإنعاش الوطني) 3 مليون درهم.
المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، 3 مليون درهم.
المجلس الإقليمي، 3 مليون درهم


إهمال مشروع متوج
تجدر الإشارة إلى أن جائزة الحسن الثاني للبيئة التي تنظمها سنويا وزارة الطاقة والمعادن والبيئة – قطاع البيئة أحدثت لتشجيع الإجراأت والمبادرات التي تساهم في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة في المجالات التالية: البحث العلمي والتقني، والإعلام، والعمل الجمعوي، ومبادرات المقاولات، ومبادرات الجماعات الترابية.
وكان مشروع “الحزام الأخضر” هو المتوج، لكنه أسابيع قليلة بعد هذا التتويج تم إهمال هذا المشروع وعدم سقي أشجاره إلى أن ماتت بحسب ما أكدته جمعية أصدقاء البيئة.

إقرأوا أيضاً:

من نفس المنطقة:

crosschevron-down linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram