لم تكتمل فرحة عيد الأضحى لدى عائلة بدوار “أوتزارت” بين جبال “صاغرو” نواحي “تزارين” بإقليم زاكورة، بعد أن لدغت أفعى أحد أطفالها ذي العشر سنوات، فحوالي الساعة العاشرة من صباح الأربعاء 21 يوليوز الجاري.
وبينما كان “ياسين.ر” يلعب على مقربة من منزله فاجأته الأفعى، فنقله عمه على دراجة نارية قاطعا نحو 43 كلم من الطريق غير المعبدة، التي تربطهم بمستوصف محلي، لكن كان من اللازم إرساله نحو مستشفى زاكورة حيث لم يجد هناك سوى سيارة إسعاف أخرى ستحمله إلى مستشفى مدينة ورزازات.
بعد أن قطع الطفل أكثر من 120 كلم، لم يجد الأمصال متوفرة بورززات، ليستأنف رحلته نحو مستشفى محمد السادس بمراكش، حيث وصل إليه نحو الساعة الرابعة فجرا، بعد أن قطع مسافة تبلغ أكثر من 500 كلم، كي يتمكن من حقنة مصل مضاد لسم أفعى، تنقذ حياته بعد أكثر من 16 ساعة.
ومن حسن حظ “ياسين”، أنه تم الاحتفاظ بالأفعى بعد قتلها واصطحابها إلى المستشفى، مما ساعد الأطر الصحية على التعرف على المصل المناسب. وهو الان في حالة صحية مستقرة، حسب تصريح أحد أفراد العائلة.
وتعتبر هذه الحالة واحدة من مئات حالات لدغات العقارب والأفاعي خاصة في العديد من مناطق الجنوب الشرقي المغربي، حيث تزداد معاناة ومخاوف المواطنين خصوصاً في القرى والمناطق الجبلية، خاصة مع عدم توفر الأمصال بالمراكز الاستشفائية القريبة.
وبينما كنا بصدد إعداد هذا التقرير علمنا أن طفلة تبلغ من العمر 3 سنوات فارقت الحياة يوم الأحد 25 يوليوز الجاري بالمستشفى الاقليمي لورزازات، متأثرة بلدغة عقرب تعرضت لها نواحي منطقة تازرين.
من جهتها أعلنت وزارة الصحة ، في بيان أنه “في إطار تعزيز الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التسممات، أن الأمصال المضادة للدغات الأفاعي متوفرة على مستوى المؤسسات الاستشفائية بالمدن والقرى، كما أكدت أن المصل المضاد للعقارب لم يعد مستعملا دوليا لعدم فعاليته العلاجية.”
وحسب تقرير لوزارة الصحة، صدر سنة 2019 يتم تسجيل حوالي 30 ألف إصابة بلسعات العقارب، وحوالى 350 حالة لدغة بالأفاعي سنوياً، حيث أنّ 25.29% من اللسعات أصابت أطفالاً؛ أعمارهم أقل من 15 سنة، فضلاً عن تسجيل 62 حالة وفاة، جلّها من الأطفال بنسبة 97%.
وتؤكد المصادر الرسمية على تراجع نسبة الوفيات داخل المستشفيات من 2.37 حالة وفاة في كل مائة حالة إصابة بلسعة عقرب، سنة 1999، إلى 0.18 حالة وفاة في كل مائة حالة إصابة بلسعة عقرب، سنة 2018. كما تشير إلى انخفاض نسبة الوفيات بلدغات الأفاعي، خلال السنوات الأخيرة، من 8.9 حالات وفاة في كل مائة حالة لدغة أفعى، سنة 2011، إلى 1.7 حالة وفاة في كل مائة حالة لدغة أفعى، سنة 2018.