الرئيسية

أجواء الأضحى في قرى الجنوب الشرقي زمن كورونا.. رواج وصلة رحم وعادات

للعيد الثاني على التوالي يقضي سكان الجنوب الشرقي أجواء الأضحى في زمن جائحة كورونا. وإن أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية منعها لأداء صلاة العيد حرصا على التباعد الجسدي بين الناس، فإن أيام العيد عرفت توافدا كبيرا للمسافرين الذين يشتغلون في المدن الداخلية بل وبعض الدول الأروبية

للعيد الثاني على التوالي يقضي سكان الجنوب الشرقي أجواء الأضحى في زمن جائحة كورونا. وإن أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية منعها لأداء صلاة العيد حرصا على التباعد الجسدي بين الناس، فإن أيام العيد عرفت توافدا كبيرا للمسافرين الذين يشتغلون في المدن الداخلية بل وبعض الدول الأروبية.

لم تمنع كورونا جحافيل المسافرين من ولوج قراهم بأقاليم الجنوب الشرقي، وظلت حركة النقل في الأسبوع الأخير قبل عيد الأضحى تعرف رواجا منقطع النظير، سواء النقل الخاص أو السري أو العمومي ثم عددا كبيرا من الرحلات المنظمة لنقل المسافرين من العمال والطلبة من مدن الشغل والدراسة إلى مسقط الرأس.

رواج تجاري


لا يقتصر الرواج قبيل العيد وبعده على قطاع النقل بل إن حركة تجارية تنتعش في كل القطاعات بالجنوب بفضل وصول المسافرين وارتفاع الاستهلاك، فكل السلع الاستهلاكية تعرف رواجا كبيرا ويحقق التجار أرباحا كبيرة، حيث تعج الأسواق والمحلات بالمواطنين من مختلف الأعمار، مما يعقد حركة المرور في الكثير من المراكز القروية التي لايتلاءم فيها عرض الطريق الرئيسية مع عدد العربات، إضافة إلى غياب أماكن لركن السيارات في أغلب هذه المراكز.

لحِمْزْ


لا تقتصر الفرحة بوصول أفواج المسافرين إلى القرى على الوالدين والأهل؛ لكنها تعم الأطفال الصغار من أطفال الأقارب والجيران، ذلك لأنهم يستفيدون مما يجلبه هؤلاء الشبان من “الحِمز”.

والحِمزُ يقصد به الأطفال الحمص المملح الذي كان يجلبه المسافرون من مدنهم، ويقدمونه إلى أطفال القرية من الجيران وأبناء الأقارب؛ لكن لفظ “الحِمز” في ثقافة الجنوب الشرقي تطور ليشمل الحلويات والفول السوداني وغيره من المكسرات التي يجلبها المسافرون، لتقديمها إلى الأهل والأحبة من الذين يسألون عنهم ويرحبون بوصولهم.

“عادة الحِمز بدأت تندثر، ولم يعد الأطفال يهتمون كثيرا بما سيقدمه لهم المهاجرون الذي وصلوا للتو، عكس السنوات التي خلت”، يقول مواطن من دوار أم الرمان نواحي تازارين في تصريح ثم يضيف: “عندما كنت صغيرا كنت أنتظر وصول المسافرين بشوق كبير، حتى وهم ليسوا من أقاربي، خاصة الذين يعطوننا الحِمز والحلويات غيرها، لكن هذه القيم بدأت تختفي شيئا فشيئا”.

خروفان بدل واحد

من عادات الأسر في ضواحي زاكورة وعموم الجنوب الشرقي أن العائلات الزاكورية تحرص على ذبح خروفين بدل خروف واحد المعمول به في المدن والدول الإسلامية، حيث يصر أرباب الأسر على ذبح خروف يوم تاسع ذي الحجة وآخر يوم العاشر منه.

يخصص الناس خروفا أو جديا إضافيا ليوم عرفة، ويسمى “عريفة”، حرصا على إراقة دماء في اليوم الذي يقوم فيه الحجاج بالأراضي المقدسة، وهناك أسر تشترك في ذبح عجل يوم التاسع من ذي الحجة، ثم بعد ذلك يتم ذبح الخروف المخصص ليوم عيد الأضحى مباشرة بعد صلاة العيد..

تبدأ حفلة الشواء لدى أغلبية الأسر منذ الثامن من ذي الحجة أو ما يسمونه محليا بـ”عريفة ن الحادجا”، إذ يعمد كثير من الناس على ذبح عنزة أو جدي أو كبش مساء ذلك اليوم، لتبدأ حفلة الشواء يومين قبيل العيد، وهناك من لا يقوم بعملية الذبح تلك حتى اليوم التاسع من ذي الحجة؛ إلا أن الغالبية العظمى تصر على تخصيص رأسين للاحتفال بالعيد، وإن كان هناك قلة ممن يكتفي بشراء كميات مهمة من اللحم للاحتفال بيوم عرفة، ذلك أن الناس تعتقد أن ذلك يدخل في صلب السنة النبوية.

قطط تحج البيت

يعتقد الكثير من المسنين والأطفال أن القطط تذهب للحج يوم العيد، ذلك أن هذه الحيوانات الأليفة التي توجد في الكثير من البيوت، وتعتمد الأسر على مهارتها لاصطياد الفئران وبعض الحشرات المزعجة تختفي يوم العيد.

وفي غياب أي تفسير مقنع للأمر، تتناقل الألسن أن هذه الكائنات تذهب إلى أداء مناسك الحج، إذ تنتقل هذه الأسطورة للأطفال بالتواتر.

“هناك من يقول إن كثرة الدماء يخيف هذه الحيوانات، ومن يقول إنها تشعر بالشبع لكثرة الفضلات من الأمعاء وغيرها؛ إلا أن أجدادنا يقولون لنا بأنها تذهب إلى الحج يوم العيد”، يصرح أحد المواطنين ثم يزيد: “لا أحد يستطيع تفسير غياب هذه القطط بشكل كلي يوم العيد”.

ينجح عيد الأضحى في خلق رواج تجاري بمناطق تعرف ركودا كبيرا طول العام خاصة مع جائحة كوفيد 19؛ فالمهاجرون الذين يشتغلون بمختلف المدن المغربية وبأوروبا يؤثرون في الحركة التجارية بالمراكز القروية بزاكورة وغيرها، فتنشط حركة النقل، وتزدهر تجارة الملابس والأواني، وتظهر مهن موسمية كبيع السكاكين والفحم والتبن، ويعود المغتربون للقاء الأهل والأحبة.


إقرأوا أيضاً:

من نفس المنطقة:

magnifiercrosschevron-down linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram