الرئيسية

لاعبات من وارء الجبال يُنافِسن على العصبة

ظهرن بزي موحد وهن يراقصن كرة القدم في عمق جبال تازارين (جنوب شرق المغرب). لم يكن التحدي الوحيد هو تجاوز ثقافة “الدوار” في قرية معزولة ـ تمنع الفتيات من لعب كرة قدم المحتكرة من طرف الرجال ـ، لكن أيضاً أمل الفوز في العصبة المقبلة. التطلعات والآمال كبيرة أيضا من فريق نسوي معزول في منطقة بعيدة خلف […]

ظهرن بزي موحد وهن يراقصن كرة القدم في عمق جبال تازارين (جنوب شرق المغرب). لم يكن التحدي الوحيد هو تجاوز ثقافة “الدوار” في قرية معزولة ـ تمنع الفتيات من لعب كرة قدم المحتكرة من طرف الرجال ـ، لكن أيضاً أمل الفوز في العصبة المقبلة.

التطلعات والآمال كبيرة أيضا من فريق نسوي معزول في منطقة بعيدة خلف صحراء زاكورة، شابات الفريق انخرطن بحماس لتشكيل وإعداد فريق نسوي محترف في كرة القدم من أجل المشاركة في بطولة العصبة للموسم المقبل 2020/2021 وإجراء لقاءات ودية تدريبية من أجل الصعود إلى دوري الأبطال.

أزمة كرة قدم النسوية

بعدما انهزم المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية، بنتيجة 3 أهداف مقابل هدف واحد في المباراة الودية التي جمعته مساء الخميس 26 نونبر 2020 بمنتخب غانا، تساءلت أوساط عدة عن سبب الأزمة داخل الفرق النسوية المغربية التي تعيش وضعاً كارثيا يؤثر بالتأكيد على أداء المنتخب النسوي والبطولة الوطنية.

هناك من ربط تأخر الكرة النسوية بالثقافة الذكورية المتجذرة في الأوساط المغربية خاصة القروية. لكن على ما يبدو هناك أسباب أخرى، من أهمها السياسة الرياضية العامة التي تعمل على إقصاء المواهب النسائية الصاعدة التي تأتي من أعماق المغرب.

في الواقع تعيش الكرة النسوية أزمة حقيقية خاصة وأن الجامعة الوطنية لكرة القدم تصرف فقط 30 ألف درهم على 12 فريقا بالقسم الأول و33 ألف درهم على القسم الثاني، وهو مبلغ هزيل لا يرقى إلى حجم تطلعات مسؤولي هذه الأندية. ولا شيء يصل الفرق الصغيرة والمحلية.

موقع “المنتخب” أكد أيضا في أحد الروبورتاجات بأن” رواتب اللاعبات، تتراوح ما بين 350 و700 درهماً في القسم الأول النسائي، باستثناء بعض الفرق، كالجيش الملكي، التي قررت توظيف بعضهن في سلك الدرك الملكي”. ” أما غير ذلك فلا توجد أي تشجيعات ممكنة للفرق المحلية”، يقول محمد ناشط جمعوي بمدينة ورزازات.

فريق نسوي من الهامش

لتخطي التحديات المالية والثقافية، وفي إطار مشروع جمعية زگونو الرياضية بتازارين من أجل النهوض بكرة القدم بتازارين من 20 يناير 2020 إلى 20 يناير 2021، ينشط فريق نسوي في أقصى الجنوب الشرقي للمغرب بدعم من “مؤسسة فرنسا” التي تهتم بالمشاريع “الملموسة والمبتكرة التي تلبي احتياجات الناس لحل المشاكل التي يطرحها التطور السريع للمجتمع”. وبعد تأسيس جمعية زگونو الرياضية بجماعة تازارين إقليم زاگورة جهة درعة تافيلالت المغرب سنة 2016، تبنت موضوع ولوج النساء للرياضة بالعالم القروي، واقترحت سنة 2017 مشروع تنمية الرياضة النسوية بتازارين بشراكة مع السفارة الفرنسية بالمغرب، الذي يندرج ضمن تيمة “حقوق المرأة وإدماجها في الحياة الاقتصادية والعامة” لبرنامج “بيسكا” للمشاريع المبدعة لجمعيات المجتمع المدني.

لا تكتفي الرياضيات (جمع رياضية) اليافعات في تازارين بلعب كرة القدم، بل يتدربن أيضاً على مستجدات قوانين التحكيم. ويتضمن البرنامج شقين أولهما نظري حول 17 قانون للعبة (ميدان اللعب، الكرة، اللاعبون، معدات اللاعبين، الحكم، الحكام الآخرون، مدة المباراة، بداية واستئناف اللعب، الكرة داخل اللعب وخارج اللعب، تحديد نتيجة المباراة، التسلل، الأخطاء وسوء السلوك، الركلات الحرة، ركلة الجزاء، رمية التماس، ركلة المرمى، الركلة الركنية)، وثانيهما تطبيقي على أرضية الملعب الجماعي لتازارين.

ويقول رئيس الجمعية أن الأخيرة “تراهن على التكوين وتقوية القدرات للنهوض بكرة القدم النسوية (تكوين الحكمات، تكوين المدربات ومدربات الحراس، تكوين الممرضات) في إطار المشروع المقبل للجمعية والذي يحمل اسم “أطر رياضية نسوية مؤهلة في كرة القدم بتازارين”، بتمويل من مؤسسة مؤتمر وزارات الشباب في الدول الفرنكفونية، والجماعة الترابية تازارين، وبشراكة مع عصبة الجنوب لكرة القدم فرع ورزازات، المكتب الإقليمي للهلال الأحمر المغربي بزاكورة، الاتحاد الرياضي للتنشيط الثقافي بمدينة المهدية إقليم القنيطرة.

 قادمات من وراء الجبال

بعد مجيء سميرة دوت لمنصب مديرة الموارد البشرية بوزارة الثقافة والشباب والرياضة (قطاع الشباب والرياضة) عقدت الفرق النسوية المحلية أملا كبيرا في الوزارة لضخ المال في صناديق الفرق النسوية.

وقالت المدربة الأمريكية كيلي، مدربة منتخب اللبوءات، أنها ستعمل على “خلق ثورة كروية نسوية بالمغرب”، وذلك خلال الإجتماع الذي عقده فوزي لقجع رئيس الجامعة مع أعضاء الإدارة التقنية الوطنية.

تكاد تكون كرة القدم النسوية بالمغرب غائبة عن الأضواء على مستوى البطولة المحلية بخلاف المنتخبات الوطنية التي أصبحت لها مكانة كبيرة بالنظر للنتائج التي تحققها في المنافسات الخارجية، لأسباب متعددة يتداخل فيها ما هو معنوي وما هو مادي، تقول جريدة “المنتخب”.

لكن هناك ربما، وراء الجبال، توجد نسوة في فرق كرة القدم، يتلقين تدريبات للمشاركة في بطولات محلية ووطنية، لكن لا أحد يعلم بأمر وجودهن. ينافسن في بطولات محلية ويتطلعن لتحقيق نتائج على الأرض.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إقرأوا أيضاً:

من نفس المنطقة:

magnifiercrosschevron-down linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram