الرئيسية

قرية العوامرة .. “الكاوكاو” والتهميش يتعايشان (فيديو)

تمتد بلدة العوامرة بشمال المغرب، على مساحة آلاف الهكتارات من الأراضي الخصبة، والتي تنتج سنويا أطنانا من المزروعات المختلفة، يتم تصدير أغلبها للخارج. وقد إستطاع المزارعون هذه السنة، جمع  محصول لا بأس به من الفول السوداني، والذي يطلق عليه المحليون هنا ” الكاوكاو”، لكن تبقى أهم الهواجس للفلاحين هو هامش الربح القليل. أزيد من 90 […]

تمتد بلدة العوامرة بشمال المغرب، على مساحة آلاف الهكتارات من الأراضي الخصبة، والتي تنتج سنويا أطنانا من المزروعات المختلفة، يتم تصدير أغلبها للخارج. وقد إستطاع المزارعون هذه السنة، جمع  محصول لا بأس به من الفول السوداني، والذي يطلق عليه المحليون هنا ” الكاوكاو”، لكن تبقى أهم الهواجس للفلاحين هو هامش الربح القليل.

أزيد من 90 في المائة من المنتوج الوطني لمادة الفول السوداني، يحصد من أراضي قرية العوامرة. يقول محمد، وهو فلاح يزاول الفلاحة منذ أكثر من 30 سنة: ” لقد تراجعت المساحة المخصصة لزراعة الفول السوداني، لأن الأمر راجع إلى ظهور منتجات أخرى منافسة من قبيل توت الأرض، والكاكي والأفوكادو، وغيرها.” ويُضيف محمد: ” لقد تغيرت الأمور بالمقارنة مع السنوات الماضية”، وأضاف قائلا: ” فقر التربة الرملية، زاد الطين بلة، وتخصيب كل هذه الهكتارات، يتطلب كمية كبيرة من الأسمدة، ونحن لا قبل لنا بتوفير أموال إضافية لإقتناء الأسمدة والغبار “.

يشتكي فلاح آخر من الفواتير المرتفعة لمياه السقي، والتي يوفرها المكتب الوطني للماء بمقابل مادي. وتساءل زميل له مستغربا ” لماذا لا يزودونا بمياه السقي مجانا؟ أو على الأقل بثمن معقول ومشجع”، بينما يشير الفلاح محمد إلى أن ثمن البذور في السوق المحلي، حوالي 20 درهم للكيلو، وحينما ينضج يتم بيع الكيلو الواحد مقابل 10 دراهم. ويتأسف محمد قائلا ” لا نحصل على شيء، وليس لدينا هامش ربح كبير.”

رغم كل هذه الصعوبات، يواصل عدد متناقص من الفلاحين في زراعة الفول السوداني. وينطلق عادة موسم زرعه في شهر غشت، ويستمر ثلاثة أشهر.يمر حصاده بثلاث مراحل، الأولى جنيه بطريقة يدوية، ثم تُفرز الحبات بآليات عملاقة، وفي الأخير يتم بسط المنتوج  تحت أشعة الشمس. يتمنى الفلاحون خلال هذه المرحلة الأخيرة أن لا تهطل الأمطار مخافة إفساد المنتوج.

ولأن  الضربات تأتي تباعا ومن أطراف متعددة، يشتكي الفلاحون البسطاء من المنافسة الشرسة للفول السوداني القادم من الصين، وبلدان أخرى كالهند والسودان ونيجيريا وأمريكا. يقول محمد، إن الفلاح بقرية العوامرة لا يستفيد، مثله مثل غالبية الفلاحين البسطاء، من دعم كاف، قد يقيه من المنافسة الأجنبية، ويشير كذلك إلى أن الإنتفاع من الدعم يقتصر على كبار الفلاحين.

لا يؤمن الفلاحون الصغار من الذين التقيناهم بنجاعة الإصلاحات الهيكلية التي شهدها القطاع الفلاحي في منطقة العوامرة، والتي كان آخرها مخطط المغرب الأخضر. يقول أحد الفلاحين: “انظروا إلى يداي المتشققتان، نحن نظل هنا طوال اليوم تحت قيظ الحر، ولا نكاد نربح سوى القليل من المال، والذي بالكاد يسدّ رمقنا..”.

فلاح آخر يضيف “لدينا كاوكاو ذو جودة عالية، ويستجيب لمتطلبات السوق المحلي، أما الفول السوداني القادم من الصين ودول أخرى فتطغى عليه الدهون والزيوت”. يأمل هذا الفلاح أن يتم الإلتفات إلى وضعيتهم ودعمهم ليتمكنوا من تأسيس تعاونيات فلاحية، من أجل صناعة زبدة وزيت الفول السوداني، وعدم الاكتفاء ببيعه وتصديره خاما للسوق الوطنية ولبعض دول الجوار.

يرى أحد الناشطين الجمعوي المحليين أن السياسات الفلاحية التي وضعتها الحكومة المغربية لم تف بالغرض، خصوصا بجماعة العوامرة. وأبسط مثال على ذلك في نظره هو “البنية التحتية المتردية لبلدة العوامرة، والوضع الإعتباري والإجتماعي للفلاح البسيط والمتوسط”، ويضيف ” هنا تجد مظاهر البؤس منتشرة في كل مكان. نحن ننتج الثروة، ولكن لا نستفيد منها”.

 

إقرأوا أيضاً:

من نفس المنطقة:

magnifiercrosschevron-down linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram